عاشوا «تمرميدة» وقضوا أكثر من 48 ساعة يفترشون الأرض في مطار القاهرة «خالوطة» كبيرة في التنظيم وجوازات السفر تركت عند بعض الأنصار عاشت الجماهير الجزائرية الجحيم في مطار القاهرة الدولي قبل عودتها إلى أرض الوطن من التنقل الذي قادها إلى مصر في الآونة الأخيرة، بدعم من السلطات الجزائرية. بدءا من مباراة الدور ربع النهائي في كأس أمم إفريقيا 2019 أمام كوت ديفوار، وإلى غاية اللقاء النهائي أمام السنغال، من أجل تشجيع المنتخب الوطني والوقوف إلى جانب أشبال المدرب، جمال بلماضي، حتى التتويج باللقب القاري والعودة إلى الجزائر بالنجمة الثانية التي طال انتظارها لمدة 29 سنة كاملة، وذلك بسبب الفوضى الكبيرة التي عرفتها رحلة عودتهم إلى الجزائر، وبقائهم لمدة طويلة في المطار في انتظار الطائرات التي ستعيدهم إلى أرض الوطن، حيث قضى أنصار المنتخب الوطني أكثر من 48 ساعة في مطار القاهرة الدولي، قبل أن يتمكن الأوائل منهم في ركوب الطائرة للعودة إلى الجزائر، وذلك بعد أن تنقلوا مباشرة عقب نهاية اللقاء النهائي باتجاه المطار ولم يتمكنوا من صعود الطائرة إلى غاية صباح الأحد، وبالتحديد على الساعة الخامسة، ومنهم من انتظر وصول 7 طائرات كانت مبرمجة أمس للعودة، وهو ما دفعهم لقضاء الليالي في المطار أين ناموا على الأرض في صور مؤثرة توحي بحجم المعاناة التي عاشوها، بعد أن تأخرت وصول الطائرات لأكثر من 48 ساعة، وعرفت عملية عودة الأنصار من مصر إلى الجزائر عدة صعوبات، خاصة وأن الدولة الجزائرية تعهدت بالتكفل بجميع أنصار الخضر الذين بقوا في مصر بدءا من الدورين ربع ونصف النهائي، مما جعل أعدادهم تزداد بعد تدعيم الجسر الجوي خلال المباراة النهائية. غياب مسؤولي الخطوط الجوية الجزائرية و«تورينغ كلوب» أخلط الأوراق ازدادت وضعية الجماهير الجزائرية التي بقت عالقة في مطار القاهرة، تعقيدا بعد غياب مسؤولي الخطوط الجوية الجزائرية ووكالة سياحة وأسفار الجزائر «تورينغ كلوب»، الذين تركوا جوازات السفر الخاصة بالأنصار من دون أي حماية لدى بعض المناصرين، وذلك بسبب انسحاب رجال الأمن المصريين من المكان الذي كان يتواجد فيه الجزائريون، مما أدى إلى توتر الأوضاع وحدوث مناوشات ومشادات عديدة بين الأنصار، بسبب التدافع بينهم والفوضى التي سيطرت على الوضع، ليتمكن بعدها كل مناصر من استرجاع جواز سفره، من أجل القيام بدفعه مرة أخرى على مستوى مكاتب الخطوط الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران، لحجز تذكرة العودة إلى الجزائر. مناوشات ومشادات بين المناصريين الجزائريين والأمن المصري عرفت الساعات الطويلة التي قضتها جماهير المنتخب الوطني في مطار القاهرة الدولي مشادات بينهم وبين عناصر من الأمن المصري، الذين اعتدوا على الأنصار بالعصي، في محاولة منهم لفرض الانضباط، مما دفع بعض الأنصار الذين كانوا تحت ضغط التعب والإرهاق والغضب جراء معاملتهم القاسية نوعا ما، للرد على ما قام به الأمن المصري بقذف القارورات وبعض المقذوفات على الجهة التي كان يتواجدون فيها، في مشاهد مؤسفة لم يكن أحد يتمنى حدوثها، خاصة وأنها جاءت في غمرة فرحة الجزائريين بالإنجاز الكروي المحقق على الأراضي المصرية. تدافع عند «السكانير» والكل يريد الدخول أولا شهدت المنطقة المخصصة لأجهزة الكشف «السكانير» في مطار القاهرة الدولي، بعد أن هدأت الأمور قليلا وقيام الأنصار الجزائريين بتنظيم صفوفهم في طوابير لاجتياز «السكانير»، فوضى عارمة من جراء التدافع الكبير الذي حصل بين الأنصار، بسبب رغبة كل مناصر في الدخول أولا وإتمام إجراءات السفر، مما أدى إلى تأخر عملية مرورهم عبر «السكانير» لقرابة ساعة كاملة. التعب لم ينسِ الجزائريين حلاوة التتويج والجميع احتفل بشعار «ميزيرية وتحيا الجزائر» فضل أنصار المنتخب الوطني، الذين عاشوا الويلات في مطار القاهرة ودفعوا ثمن حبهم الكبير للخضر، نسيان كل الأمور التي اعترضتهم والظروف الصعبة التي عاشوها بعد نهاية المواجهة النهائية وقبل عودتهم إلى الجزائر، أين احتفلوا على طريقتهم الخاصة بتتويج الخضر بكأس أمم إفريقيا، حيث لم تمنع الوضعية الصعبة التي مرّ بها الأنصار الجزائريون، من إقامة احتفالات كبيرة داخل المطار تحت شعار «ميزيرية وتحيا الجزائر».