السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا توفيق من تيزي وزو، أريد استشارتك يا سيدة نور، بخصوص مسألة زواجي من أرملة تكبرني بأزيد من عشر سنوات، وهذه الأخيرة أم لطفل، حيث قطعت عهدا على نفسي أن أتكفل به وأجعله في منزلة ابني، علما أنه لم يسبق لي الزواج وأني أحب والدته لدرجة أني قررت ألا أتزوج غيرها، المشكلة الوحيدة التي تعترض سبيل هذه الزيجة، جدة الطفل، التي تتصف بقوة رهيبة للشر، إذ أقسمت بأن لا تتركنا نسعد بالعيش سويا، وطلبت من زوجة ابنها المرحوم ألا تتزوج لتعيش على الذكرى، وهذا ما يجعلني أخشى أن تنفذ ما برأسها من أفكار شريرة، وهي التي تفننت في أذية الناس، لأن هوايتها المفضلة فعل الشر ولا شيء غيره، أرجوك سيدة نور شوري علي ماذا أفعل؟ توفيق/ تيزي وزو الرد: سيدي الكريم، لا شك أن مثل هذه الأرملة التي لديها طفل يتيم، بحاجة إلى من يعينها في حياتها، فالزواج من أمثال هذه السيدة أمر حسن طيب، نظرا لما فيه من الأجر لرعاية الطفل اليتيم الذي تنوي كفالته والقيام بشؤونه، ومن المعلوم أن هذا من أعظم أسباب التقرب إلى الله تعالى. لكني ألفت نظرك لمسألة الفارق في السن بينكما، هل هي مؤثرة، بحيث تجعل طريق التفاهم والملائمة بينكما صعبة؟ أم هي غير كذلك، بحيث أن إمكانية التفاهم والوئام ممكنة سهلة، لا بد من التأكد من هذا الأمر وبكل وضوح، قبل الإقدام على أي خطوة في هذا الجانب، فإن كان سبيل التفاهم ممكن ميسر، فإنّه لا مانع من الإقدام على هذا الزّواج، خاصة وأن من الأرامل ربما لا تجد من يتزوجها، مع أنّها في زهرة عمرها. وأمّا عن جدّة الولد، وكونها امرأة شريرة كما ورد في رسالتك، وأنّك تخشى من تدخلها في حياتك، فالظاهر أن هذا الأمر يمكن علاجه من البداية، بأن تقوم بالتفاهم مع المخطوبة على عدم إشراك أي إنسان في حياتكما الخاصّة، وأن شؤونكم الزوجية يتم التشاور فيها وعلاجها من جانبكما فقط دون تدخل من غيركما، فإن تم التفاهم على هذا الأمر، فإن استبعاد تدخل هذه الجدة من حياتكما يكون سهلا. أما الولد فبإمكانه أن يزور أهل والده من حين إلى حين في بيتهم، وهذا أقرب المسالك لدفع شر الجدة عنكما. ردت نور