أنا فتاة قبائلية في الثاني والعشرين من العمر، أدرس بالجامعة على علاقة مع شاب منذ أربع سنوات، هذا الأخير يحبني ويريدني زوجة، لكن ثمة عوائق تمنع زواجنا. في البداية كانت علاقة عاطفية عادية، لكننا تعلقنا ببعض لكثرة الإحتكاك واللقاءات المتواصلة في الجامعة وخارجها، حيث عرفني على والدته، التي باركت علاقتنا والحق يقال أنها تعاملني بمنتهى الحنان والرقة، لدرجة أني أعتبرها والدتي، علما أن أمي من النوع القاسي، فلا أذكر أبدا أنها قبتلتني أو إحتضنتني منذ أن كنت طفلة، على كل حال ليس هذا مشكلا بالنسبة لي. لقد تقدم الحبيب لخطبتي لكنه لقي الرفض، من طرف أهلي الذي عشعش في رؤوسهم أفكار عرقية، تتعلق بالأصل، ولأنه ليس "مرابطيا" فلا يجوز له الزواج بي، إن هذه الفكرة التي مازال منهم ينتمون إلى عشيرة المرابطين من القبائل يعتنقونها، حرمت الكثيرمن الأحبة، لأن القانون عندهم يرفض التزاوج من غير هؤلاء. تفاجأ حبيبي بهذا الموقف، رغم أني كنت أعلم مسبقا بأنها النتيجة الحتمية التي لامفر منها، وقد حاول معهم كثيرا دون جدوى، مما جعلني أقوم بالخطيئة، لقد فعلت تلك مكرهة، لكني لا أملك سوى هذا الحل، لكي أجعلهم أمام الأمر الواقع. لأني إعتقدت تراجعهم عن فكرتهم بعد تغيير الأوضاع، حيث إعترفت لوالدتي أني منحت نفسي لذلك الشاب فلابد الزواج منه، وبدورها أخبرت والذي أبدى رفضا وتعنتا وأقسم أني لن أتزوجه، ليس ذلك فحسب، بل منعني من الذهاب إلى الجامعة، وحرمني من الهاتف النقال، فلم يعد لي سوى المراسلة الإلكترونية، علما أنه لم يتفطن لهذا الطريقة، وإلا منعني منها أيضا. هذه مشكلتي ياسيدتي الكريمة أضعها بين يديك، علما أني مقبلة على الإمتحانات، ولو فوت هذه الفرصة ستضيع السنة الجامعة بعدما ضاع حبي وآمالي وكل شيئ. الرد: الأمور المعقدة ياعزيزتي، تزول بالحكمة والتعقل، وليس بالتهور والإندفاع مثلما فعلت، إنك بما أقدمت دخلت في رهان مع والدك، حيث يمتلك الورقة الرابحة ولاتملكين سوى الخيبة، المهم أن الذي حدث قد حدث. واجب عليك التقرب لوالدك، ومحاولة إستمالته عاطفته أولا ليأذن لك بالدراسة، لأنها المرحلة المهمة في هذا الوقت. حاولي معه بشتى الطرق، حتي لو إستلزم الأمر قطع العلاقة مع الحبيب ولو كان ذلك مؤقتا، حتى لاتفوتي على نفسك النجاح في هذا الموسم، أما بالنسبة للمشكلة الرئيسية المتعلقة بالزواج، حيث تبدو لي ثانوية مقارنة بالمشكلة الدراسية، فأرجوا التريث وعدم فتح الموضوع حاليا، لأن الوقت غير مناسب فمثل هذه الإعتقادات العرقية عندما ترسخ في الأذهان صعب التخلي عنها أو تغييرها، لأن ذلك بالنسبة لأصحابها، جزء من الهوية التي يجب التنازل عنها، أبقي معي على إتصال لنتابع تطور الموضوع. ردت نور