شيع، عصر أول أمس، جثمان المعتمرة الجزائرية “سارة”، عقب تأدية صلاة الجنازة عليها في المسجد الحرام، ودفنت في مقابر الشرائع، وسط حضور كبير من الجالية الجزائرية بمكة، بعد أن قامت في وقت سابق إدارة مركز السموم بالعزيزية وإدارة الطب الشرعي بالشؤون الصحية بإرسال نتائج وتحاليل تشريح الجثة إلى قسم الأدلة الجنائية والبصمات، وسط سرية تامة الإعلام السعودي يروج للاأخلاقية الضحية لتجاوز تهمة التقصير في توفير الأمن حيث من المرتقب أن يتم تحويل ملف القضية يوم السبت القادم إلى المحكمة العامة والحكم على المتهمين. كشفت مصادر إعلامية سعودية أن تقرير الطب الشرعي يؤكد أن سبب الوفاة ناتج عن الصدمة العصبية التي تعرضت لها الضحية أثناء سقوطها من علو يزيد ارتفاعه على 20 مترا، وقالت “ذكر التقرير أن أثر الخوف والهلع من هول الصدمة فاقما من الآلام المبرحة التي عانت منها، جراء تعرضها لكسور مضاعفة في منطقة الكاحل والساق وكسرين مضاعفين بالحوض، نتجا عن السقوط الكلي”، وتعرضت الفتاة لنزيف داخلي بمنطقة الصدر ناجم عن احتشاء عضلة القلب والرئتين عقب السقوط”، تضيف الصحف السعودية. وكشفت نفس المصادر الإعلامية عن إحالة الجناة إلى السجن العام قبل تحويلهم وملف القضية يوم السبت القادم إلى المحكمة العامة، والحكم عليهم شرعا، وفق معطيات وأدلة وبراهين الجريمة المتورطين فيها، حيث تسببت الفتاة الضحية “سارة”، أثناء سقوطها في كسر ساعد وخلع كتف عامل بنغالي، لايزال تحت الرعاية الطبية في مستشفى الملك عبد العزيز بالزاهر، تقول ذات الجهات. وبالنسبة لنفس المصادر، فإن “الموقوفين في حادثة سقوط المعتمرة الجزائرية، سارة، سيحالون إلى المحكمة العامة لتصديق اعترافاتهم”، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن تتم متابعة المتهم الرئيسي في القضية بتهمة الخلوة غير الشرعية”، فيما نقل المتهمان اليمنيان إلى السجن العام بمكة المكرمة للتحفظ عليهما، إلى أن يتم عرضهما على المحكمة العامة. وقالت ذات المصادر إن “جثة سارة قد تم تسليمها لوليها بالتبني، صبيحة الثلاثاء، من مستشفى الملك فيصل”، وتابعت القول إن “الولي سجل قناعته بنتائج تقرير الطب الشرعي الصادر عن إدارة الشؤون الصحية”، وأضافت أنه “أبدى قناعة بما ورد فيه من تأكيد على عذرية الفتاة، وعدم ثبوت وجود محاولة اغتصاب، وأنها صعدت إلى سطح الفندق مع العامل اليمني بإرادتها، وسقوطها كذلك عند هربها حتى لا يفتضح أمرها”، عكس ما أوردته في حينه عقب الحادثة، في محاولة لإلصاق صورة لا أخلاقية الضحية وعائلتها، ونفض يد الرياض من تهمة تقصيرها في توفيرها الأمن للوافدين إلى البقاع المقدسة.