والله يا سيدة نور لولا هواني وقلة حيلتي ما كتبت لك هذه الرسالة، لكني فعلت عساني أجد عندك الحل الشافي لمعضلتي، وأنا العبد الضعيف الذي ورثت نفسي ثقلا من الأخطاء والفواحش لا تكاد تنتهي، وكل ذلك بسبب زوجتي التي دفعتني إلى البحث عن السعادة خارج البيت. نعم إنها فعلت ذلك يا سيدة نور، بعدم مشاركتها لي المشاركة النفسية أو الشعورية في إطار الزواج، فقد كانت أمامي جسدا فقط، حرمتني من الحوار، ولم تجد علي بالمشاعر الغرامية، وإحساس الرجل برجولته في بيته، وحرمتني من نعمة احتواء الزوج لزوجته، ونتيجة لذلك فقد فقدت معنى وجودي في ذلك البيت، المكفهر بظلام الجفاء، فرحت أنشد ضالتي عن طريق المكالمات الهاتفية، أكلم هذه وتلك أعبر عن حبي وهيامي لكل واحدة منهن، وكأن بي طاقة هائلة من المشاعر، أحاول قدر المستطاع أن أسربها عساني أشعر ببعض الراحة التي افتقدتها منذ سنوات بسبب زوجتي التي لا تعيرني أدنى اهتمام، لقد أصبحت يا سيدة نور أقضي معظم أوقات فراغي في تلك المكالمات والمغازلات وطيب الحديث، تخليت عن صلاتي وصرفت الكثير من مالي، بعدما أهملت أبنائي، أوقفت مشارعي وجمدت طموحاتي في سبيل بلوغ غايتي، لكني لم أبلغهَ لذلك أريد المزيد، حتى زوجتي التي تفطنت إلى الأمر بعد فوات الأوان، وجدت نفسي لا أطيق الحديث معها ولا النظر إلى ملامح وجهها، فأنا لا أتفوه معها إلا بالسب والشتم ونعتها بأبشع النعوت، والأكثر من هذا فأنا أستهزء بخلها، أفعل ذلك لأني أقارنها بالحسنوات اللواتي تتقاطر ألسنتهن عسلا ويفوح الكلام معهن عطرا أشعر به يتسلل عبر الهاتف لكي يطال أنفي المثخن برائحة زوجي التي بدت لي كريهة، سيدتي نور الكلام يطول، ولا أريد أن أزيدك هما لذلك أرجو منك المساعدة لأني حائر في أمري. توفيق/ البليدة الرد: سيدي الكريم لقد قرأت سؤالك، وتفهمت شعورك لكني أريد أن أطرح عليك مجموعة من الأسئلة، هل أشبعت هذه المكالمات هذا الجوع العاطفي، وإلى أي مدى؟ ألا تشعر بأنك في حالة جوع دائم، وترقب دائم للمكالمات، ألم تشغلك هذه المكالمات والمغازلات عن الكثير من مهامك وطموحاتك؟ ألم تحدث نفسك بأن هذه المكالمات العاطفية كذب ظاهر، تقول بأنك تحبها ولا تستطيع فراقها، فإذا اتصلت بأخرى قلت نفس الكلام، ألا تشعر بأنها تكذب في حبها وعاطفتها، وأن هناك مائة غيرك. ماذا عنك لو سمعت زوجتك تحدث رجلا غريبا بأنها تحبه، وتفصل الكلام في الغرام والهيام، ما ه