وأنا أطالع جريدة "النهار ؛ لفت انتباهي هذا الركن الذي يهتم بمختلف القضايا والمشاكل، ذلك ما دفعني للكتابة إليكم عساني أجد الحل المناسب لمشكلتي، أو على الأقل أجد الدعم والتعاطف معي. أنا "س" من الوسط في الثالثة والأربعين من العمر، دفعتني الظروف والحاجة الماسة للتوفير لقمة العيش، أن أعمل سائقة سيارة أجرة، فعقدت العزم وبادرت بتخليص الإجراءات اللازمة، وقد سهل الله الأمر لي ويسره، مما جعلني أقدم عليه بكل إرادة وعزيمة وقلب مفتوح. بدأت العمل في هذا المجال، فواجهت في البداية بعض المواقف من طرف الزبائن، باعتاري المرأة الوحيدة في تلك المنطقة التي تعمل في هذا المجال. لكني مع مرور الوقت استطعت بحلاوة اللسان وكوني اجتماعية جدا، أن أجعلهم يندمجون معي فأصبحوا يفضلون الركوب معي، الرجال والنساء على حد سواء، لأني دوما مبتسمة بشوشة، متسامحة عرفت كيف أتأقلم مع طباع الزبائن والمزاج المتقلب لهذا وذاك، ولا أنكر أني كنت أهدف في معاملتي هذه إلى جلبهم إليّ. زملائي "لطاكسيور" لم يعجبهم هذا الأمر، مما جعلهم يتحالفون ضدي، فهم دائما يتربصون بي من أجل خلق المشاكل والمناوشات والله يعلم أني مهضومة الحقوق بينهم، لولا أني أتنازل كثيرا، ولا أريد المشاكل لتركت هذا العمل. إنهم يتطاولون علي بالكلام، وينعتوني بصفات ذميمة، فقط لكي أترك المجال لهم، لكن لم أفعل، فأنا صامدة لأني لا أملك غير هذا العمل أقتات منه أنا واخوتي اليتامى، الذين لم يحظوا من هذه الدنيا إلا بسوء الحظ وقلة الحيلة. لا أنكر أن البعض من زملائي يعاملونني بالحسنى، وهم دوما بالمرصاد للآخرين، لكن ذلك لم يمنع من خلق الشعور بداخلي أني أنثى ضعيفة لا يمكنها بلوغ مكانة الرجال، ماذا أفعل ليتفهم هؤلاء وضعي ويتركوني في حالي؟ أم يجب علي الانسحاب من هذا المجال الذي قد يكون خاص بالرجال، وأنا التي تطاولت على ما هو ليس حقي. الرد: العمل الشريف ليس خزيا على صاحبه مهما كان نوعه، تأكدي يا حبيبتي أن الغيرة والحسد موجودة في كل المجالات، حتى عند أصحاب المناصب المرموقة والشهادات العلمية العالمية، ثمة حكمة شعبية في هذا المجال تقول: "ما يحسدك غير صاحب صنعتك"، فلو انتقلت إلى مجال آخر تأكدي أنك ستجدين نفس المصير ينتظرك! لذلك عليك بالصبر والحكمة، ومحاولة كسب هؤلاء الزملاء الذين هم في النهاية يسعون نحو رزقهم مثلك تماما، حاولي إصلاح العلاقة معهم عن طريق زملاءهم الذين يساندونك، فكما يقال:"صديق الصديق صديق"، توكلي على الله، المزيد من النجاح وكلل الله خطاك إلى ما فيه الخير لك. ردت نور