لو أردت أن أطلعك على حجم الخطايا والذنوب التي اقترفتها، لامحالة سوف أخرج عن نطاق السرد، لأضيع في متاهات ذكر التفاصيل التي لا تكاد تنتهي، لذلك أختصر لك الحديث، فأقول: أنا فتاة منحرفة منذ صغري، مارست جميع المعاصي وتفننت فيها، والآن أريد أن أتخلص من رواسب أفعالي، لكن جرح الندم لا يفارقني، فيدفعني إلى المزيد من الفواحش. أريد التوبة يا سيدة نور، لكني أخشى ألا تشملني رحمة الله، لأن محيطي المتعفن، يؤكد على أنه لا توبة لي بعدما توغلت في أوحال الخطيئة. عايدة/ تيارت الرد: عزيزتي، أقول لك وبصوت عال ومرتفع، إنك ولو عصيت الله تعالى حتى بلغت ذنوبك وجه السماء، ولو عصيت الله تعالى حتى قاربت أن تُملأ الأرض ذنوبا، فإن باب التوبة مفتوح أمامك. نعم، إن باب الطهارة والنظافة مفتوح على مصراعيه أمام ناظريك، إن نداء الله تعالى لك ولكل مذنب لا زال قائما، ولا زال مفتوحا، حيث يقول تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، فتأملي في هذا النداء، واستمعي إلى هذا الخطاب، إنه ربك الرحيم الكريم ينايديك لينتشلك من وحل المعاصي، ومن عفن الرذيلة والفاحشة، لتعيشي من جديد حياة طاهرة نظيفة نقية، تعودين فيها إلى طاعة مولاك الذي عاملك بحلمه وكرمه طوال هذه السنين، لقد أسرفت على نفسك في الذنوب والخطايا، ومع هذا فهو لم يعجل بالعقوبة، لقد وقعت في الفواحش، ومع هذا فلا زال يدعوك ليغفر لك وليرحمك، ولتكوني المرأة الصالحة الطاهرة العفيفة، ومن قال لك إن الذنب لا يغفره الله تعالى أو لا يستره، بل إن الله تعالى قد صرح في كتابه العزيز أنه يغفر الذنب إذا تاب العبد منه، وليس هذا فحسب، بل وبعد أن يغفر الذنب يبدله بحسنة بدل السيئة، وذلك برحمته وكرمه وفضله، فابشري عزيزتي، بتوبة الله عليك، وابشري بقوله صلى الله عليه وسلم، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، إذن فليس أمامك إلا طريق الهداية وإعلان الرجوع إلى الله تعالى، لتجدي رحمة الله، لأن رحمته وسعت كل شيء، فهذه