سيدتي نور، لقد أصبحت نفسيتي متعبة جدا، إلى درجة أنني لا أطيق سماع أي كلمة من أحد، أنا في الثانية والثلاثين من العمر، لقد تعرفت على زميل في العمل وهو شاب جاد، لا يعترف بشيء اسمه الحب ويخاف من المسؤولية لأنه خاض تجربة سابقة وفشلت ولا يريد تكرارها، فكانت أكثر علاقتنا بالهاتف، تعلقت به لأنني عاطفية ورومانسية، وهو يعلم أنني أحبه بشدة وانتظرت أن يصارحني بمشاعره وعواطفه ولم يفعل، يوم صارحته بحبي له وسألته عن مشاعره تجاهي تهرب ثم قال لي: عليّ أن أرضى بالواقع، شعرت بالإهانة لكن استمر الوضع على ما كان عليه لمدة، وكنت صابرة، لأنني أحبه ثم سألته متى يأتي لخطبتي. فغضب قائلا: إنني إذا تكلمت في هذا الموضوع مرة أخرى فإنه لن يكلمني أبدا، لقد مرّ على حبي له سنوات قاربت العشر، لقد خُطبت ثلاث مرات وفشلت، لأنني لا أريد زوجا غيره وهو لم يتأثر ولم يبال، فأنا أحبه، لكن المشكلة في عدم تجاوبه معي وكأن قلبه من حجر، أرشديني ماذا أفعل؟ نسيمة/ نڤاوس الرد: إذا كان ما ذكرت في رسالتك هو الحق، فإن مثل هذا الإنسان إما أن يكون مريضا نفسيا أو إنسانا لا ضمير له ولا مبدأ، فهو إن لم يكن راغبا فيك كزوجة لما يستحسن ارتباطك المذل به، الذي يهدد بضياع فرصتك في الزواج والإستقرار مع آخر، لأن مثله أناني وعديم المشاعر. عزيزتي، إذا أقنعتي نفسك بأنك لا تريدين غيره فقد حكمت على نفسك باستمرار الذل والإهانة، وبضياع حياتك وإهدار عمرك بلا جدوى. عزيزتي، إن الحب النظيف والسامي لا يجتمع في علاقة واحدة مع الذل وفقدان الكرامة، المحب يحترم إنسانية من يحب ويراعي مشاعره ويحافظ على كرامته ومصالحه، ولكنك للأسف تتلذذين بتعذيبه لك وإهانتك وأعجبك ذلك. تريدين الحل، فالحل أن تستجمعي شجاعتك لكي تكون الكلمة الأخيرة في الموقف هي كلمتك، وهي الرفض، نعم أرفضي العلاقة بكل أشكالها حتى لو عرض عليك أن يتقدم لخطبتك لأن مثله لا يسعد من ترضى به زوجا، نعم سوف تشعرين بفراغ وحزن لفترة ثم يتراجع إحساسك بالفراغ ويتلاشى الحزن وتسترجعين صحتك النفسية كاملة، وتشعرين أنك أنقذت نفسك من مصير مظلم ومستقبل مجهول. ردت نور