أنا فتاة في 28 من العمر، كبرت على المعاصي والآثام لأن أبي وأمي أهملوني وإخوتي، فكنا نتحرش ببعض جنسيا لأننا صغار ولم يكن هناك من يردعنا عن هذا السلوك الشاذ، كان والدي يمر بأزمات مالية لأسباب كثيرة، فقررت أمي أن تسانده ليتجاوز تلك الأزمات، فتركت لي مسؤولية البيت وإخوتي. مضت بي السنوات، وأنا أضيع من شاب إلى آخر وعلاقات كثيرة أقيمها مع هذا وذاك، فكنت دائما أترك البيت لأتبع رفيقات السوء اللواتي رمين بي بين براثن الخطيئة، وبعدما أردت العودة إلى البيت رفضت والدتي ذلك، واشترطت علي أن أجهض حملي الذي لا أعرف مصدره! فعلت ذلك طبعا بمساعدتها، وكنت أتمزق من شدة الألم عندما أقدمت على قتل نفس بريئة، بعدها لم يبق لدى ما أخشى عليه، هذا ما جعل والدتي تطالبني بالمال وتحثني على الحصول عليه ولو كان بالطرق الملتوية. في سهرة ماجنة، تعرفت على شيخ تجاوز الستين، هذا الأخير أغرقني بالمال لما لديه من تجارة ومشاريع ناجحة، فكانت والدتي تأخذ مني وتطلب مني المزيد، لأن والدي بات متكلا علي بعدما أنهكته الديون، لكن دوام الحال من المحال، فهذا الأخير وبعد أن علم أبناءه، جاء أكبرهم وهددني بالفضيحة لو استمرت علاقتي به، فوجدتها فرصة للإبتعاد عن هذا العالم، لكن والدتي لم تتركنِ وشأني، حتى جاءني أحدهم خاطب فقبلت به بدون سابق معرفة لأني رأيت فيه المنقذ، فأسرعت إلى عيادة خاصة واسترجعت عذريتي عن طريق جراحة بسيطة، لكن فرحتي لم تكتمل لأن العريس اكتشف الأمر بعد أربعة أشهر من الزواج، بعدما أوشى بي أحدهم من الذين كنت على علاقة بهم في الماضي، فرجعت إلى جحيم أهلي مطلّقة وحامل في الشهر الثالث. ما إن وضعت ابني حتى أرغمتني والدتي على الرجوع إلى ذلك العالم، حيث الترف ورغد العيش فكنت كالجارية عند هذا وذاك، إلى أن تعرفت على شاب تعاطف معي وطلب مني الإمتناع عن الذهاب إلى الملاهي الليلية على أن يتكفل بي، فكان رجلا «فحل» وفى بوعده وجعلني أعيش في شقة خاصة معززة مكرمة رفقة ابني. بقيت معه لمدة خمس سنوات تزوّج خلالها مرتين وانفصل، رغم ذلك رفض الإرتباط بي. سيدتي نور، لقد تعبت من العيش في أجواء الحرام، كل ما يحيط بي حرام في حرام، مأكلي وملبسي ومضجعي، وتيقنت أن ذلك الشاب لن يتزوجني أبدا، لأنه جعلني للمتعة وقضاء الوطر ليس إلا، لقد فكرت في التحرر والبحث عن عمل شريف، لكني سأفشل لا محالة لأني لا أملك شهادة تؤهلني لذلك، فهل أرضى بهذا المصير؟ الرد: عزيزتي، لقد كنت على خطإ منذ البداية، عوض الوقوف مع والديك لمواجهة الصعوبات، كنت للشيطان رفيقا مطيعا، ثم تزوجت على الخداع فلم يصمد هذا الزواج المبني على الخطإ والخداع، ثم عدت إلى طريق الضلال مجددا وكان الأجدر بك التماس طريق النور والشرف، ولو كان محفوفا ببعض الصعوبات، أي بصراحة لماذا لم تعملي أي عمل شريف لا يحتاج إلى شهادة، أم أنك استسهلت طريق المعاصي لما به من ترف ويسر. اعلمي عزيزتي أن طريقك الذي تسيرين فيه كله ظلام ونهايته أظلم، إن لم ترجعي إلى الله تعالى، فعليك أن تصححي علاقتك أولا مع الخالق، ثم مع والدتك عن طريق إظهارك التوبة الصادقة، والدعاء لله تعالى بالتوفيق ومع الأيام ستذلل جميع الصعوبات. بالنسبة إلى علاقتك مع هذا الشاب الضال، عليك أن تظهري له توبتك وندمك على جميع أفعالك السابقة وليعلم ويتأكد أنك لن تعودي إليه أبدا، ثم ابحثي عن عمل شريف والله لن يتركك إن كانت نيتك صالحة لبداية صحيحة، أما إذا استسهلت المعصية والعيش الرغيد القائم على الحرام فالويل كل الويل لك ولمن يسلك هذا الطريق، إن باب التوبة مفتوح على مصراعيه فأسرعي اليوم قبل الغد إلى الله تعالى لأنه حليم كريم، غفور رحيم. ردت نور