تمر اليوم سنة كاملة على ملحمة أم درمان بالسودان، والتي كانت بوابة المنتخب الوطني نحو العودة مجددا إلى العرس العالمي مونديال جنوب إفريقيا 2010، بعد غياب دام أكثر من ربع قرن على الساحة الدولية، ورغم كل ما وقع من أحداث دامية قبل وبعد هذه الملحمة، إلا أن الشعب الجزائري سيبقي ملحمة أم درمان في ذاكرته ولن تكون أقل شأنا من ثورة أول نوفمبر 54، وهذا ليس رأي الجزائريين والعرب فقط، وإنما حتى أكبر المواقع العالمية تعترف بذلك، حيث صنّف الموقع العالمي ''ڤول'' مباراة أم درمان يوم 18 نوفمبر من السنة الماضية، من بين أعظم عشر مباريات عبر التاريخ، وقد جاءت مواجهة المنتخبين الجزائري والمصري بملعب أم درمان بالسودان في المرتبة الخامسة عبر التاريخ، نظرا إلى الأحداث السياسية والحرب الكلامية بين البلدين، والتي بدأت بالإعتداء على حافلة لاعبي المنتخب الوطني بالقاهرة، والتي تسببت في إصابة كل من لموشية وحليش اللذين لعبا مباراة القاهرة وهما مصابين، وبعد انتهاء مباراة الذهاب بفوز المنتخب المصري بهدفين بدون مقابل، بعد الضغط الجماهيري الكبير في ملعب القاهرة، اضطر المنتخبان إلى التواجه مجددا، خلال مباراة فاصلة في السودان، والتي احتضنت المنتخب الوطني والجماهير الجزائرية التي غزت أم درمان، بعد أن وفّر رئيس الجمهورية كل الوسائل المتاحة لنقل الجماهير، وذلك بتوفير جسر جوي من الجزائر إلى السودان ليكون يوم 18 نوفمبر 2009 يوما للإنتصار، بعد فوز منتخب المحاربين بهدف بدون مقابل من توقيع المدافع عنتر يحي، لتبقى هذه الملحمة في تاريخ الجزائر والعالم، إلى جانب أعظم المباريات، على غرار مواجهة انجلترا البرازيل ومواجهة انجلترا- اسكتلندا وغيرهما من المباريات التي تركت بصمتها في تاريخ الكرة المستديرة.