- الرئيس المالي يصف عناصر "السلفية" لأول مرة بالإرهابيين قال الرئيس المالي أمادو توماني توري، أن الشروط لم تكتمل للقيام بعملية عسكرية بمنطقة الساحل الصحراوي، من أجل تحرير الرعايا السبعة المختطفين منتصف سبتمبر الماضي، من قبل جماعة عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد، المنضوية تحت لواء تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقال توري أن الشروط اللازمة للقيام بالعملية لم تجتمع بعد، لافتا إلى أن عملية عسكرية كلاسيكية ومنظمة تستدعي استعلامات حقيقية يصعب الحصول عليها في الوقت الراهن، فضلا عن التحكم في تضاريس المنطقة، وهو ما اعتبره أمرا مستحيلا. وأشار الرئيس المالي أمس، في حوار لليومية الفرنسية "لوباريزيان"، إلى أن الخاطفين يكونون قد قاموا بتوزيع الرهائن على عدة مجموعات، وقال "يتناولون وجبة الغداء هنا، ولكن لا نعرف مطلقا أين سيتناولون وجبة العشاء، لأنهم يتحركون بسرعة"، وهو ما يعني حسبه أن أي تدخل للقوات الخاصة يضع حياة الرهائن في خطر". وفي الشأن ذاته، تحدث الرئيس المالي الذي أجرى حوارا مقتضبا للصحيفة الفرنسية، عن عملية عسكرية موريتانية مالية، يتم التحضير لها في الوقت الراهن، تساهم فيها مالي على سبيل مساعدة موريتانيا، حسب الرئيس، مضيفا أن المشكل الوحيد بمنطقة الساحل الصحراوي هو التنسيق بين دولها، لافتا إلى أن الجزائر شرعت في خطة جد هامة "نساندها فيها"، تتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة بين دول المنطقة في تمنراست، ولم يبق حسبه إلا تنظيم وتخطيط الإمكانات العسكرية. وعلى صعيد ذي صلة، قال الرئيس المالي أن مالي تقدم كل مساعداتها للتقدم في المفاوضات، غير أن الأمر مستحيل من هذا الجانب، وهو ما يفرض ضرورة المرور عبر الوسطاء، "الوسطاء وبما أنهم كثر لا يمكننا التفريق بين الجيد منهم والسيئ" يضيف توري، "ومع ذلك يجب أن نتحلى بالصبر، لا أحد يعرف كم سيستغرق مكوث "رهائن أريفا وساتوم" لدى التنظيم"، لافتا إلى أنه وللتوصل إلى مفاوضات ناجحة يجب تنسيق قوات عدد كبير من الدول، مع اعتماد السرية. أما عن مطالب التنظيم الإرهابي نظير إطلاق سراح الرعايا المختطفين، قال الرئيس المالي، أنه لا يعلم فحواها لأن الإرهابيين حسبه أصبحوا وعلى غير العادة لا يتكلمون كثيرا. ولأول مرة اعترف الرئيس المالي بكون العناصر التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال إرهابيين، بعد أن كان يصفهم بالسلفيين، حيث قال في رده عن سؤال حول تقييمه للتنظيم الإرهابي، "أنه تنظيم يحاول أن يكبر، يدعي الإسلام، لكن القاعدة ليست الإسلام إنها وببساطة إرهاب"، بالمقابل حذر المتحدث من إمكانية ربط التنظيم لعلاقات بالمنطقة تجعله أكثر خطرا على الصعيد العسكري، والإيديولوجي. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أعلن مسئوليته عن اختطاف سبعة أجانب، من بينهم خمسة فرنسيين في النيجر شهر سبتمبر الماضي، موضحا أنه يحتجزهم كرهائن بحوزته داخل معسكرات القاعدة في شمال مالي. وقد اشترط أمير ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود في شريط مسموع بث على قناة الجزيرة، انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان مقابل سلامة الرعايا الفرنسيين، مضيفا أن التفاوض على من يختطفهم التنظيم، سيكون فقط مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ووفق الشروط التي يشترطها.