بثّ التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، صورا للرهائن الفرنسيين المختطفين في 16 سبتمبر بمنطقة ارليت النيجرية، وأرفق الإرهابيون المسؤولون عن الإختطاف الصور، بتسجيل صوتي، يتضمن توجيه أسئلة للرعايا باللغة الفرنسية، عن البيانات الشخصية لكل واحد منهم، يطرح إرهابي لم تظهر صورته على التسجيل. وبثت مواقع قريبة من التنظيم الصور والتسجيل الصوتي تحت عنوان ''صور وتسجيل صوتي للرهائن الفرنسيين في النيجر''، حيث يظهر الرهائن في الصور جالسون على أرض رملية وخلفهم إرهابيون ملثمون باللثام التقليدي لسكان الصحراء، أحدهم هو أمير الكتيبة عبد الحميد أبو زيد، حسبما أفاد به المختطف الفرنسي سابقا الجاسوس بيار كامات الذي عاش مع الإرهابيين ستة أشهر كاملة، حيث قال كامات إنه تعرّف عليه من خلال قامته وظهوره خلف صورة المختطفين الفرنسيين السبعة بالنيجر، أضاف كامات أمس، في حديثه لإحدى الصحف الفرنسية، أنه شاهد أسفل الصورة على اليسار شخصا يمكن جدا أن يكون أبو زيد، حيث قال: ''بالنسبة لي فإنه من خلال هذه القامة وملامح الوجه يمكن أن يكون هذا هو زعيمهم الشهير أبو زيد''. كما تظهر الصور أحد الرهائن مموه الوجه، يعتقد أنه امرأة، حيث دأب التنظيم الإرهابي على إخفاء وجوه النساء الرهينات، في كل الصور التي يعرضها. وقال الرهائن في التسجيل الصوتي الذي دام أربع دقائق وخمس ثوان، إنهم اختطفوا من قبل تنظيم الجماعة السلفية من منطقة ارليت في شمال النيجر وأنهم معتقلون لدى التنظيم حاليا. وكانت مصادر مالية على صلة بالملف، قد أكدت على وجود المختطفين بمنطقة تيمترين، وهي منطقة صحراوية تابعة للإقليم المالي تبعد عن الجزائر بأكثر من 400 كيلومتر. باريس تؤكد صحة الصور وتعتبرها دليلا على وجودهم أحياء أفاد برنارد فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، أنه قد تم التأكد من صحة الصور التي بثها التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية، والتي أظهرت الرعايا الفرنسيين والإفريقيين المختطفين منتصف شهر سبتمبر بالنيجر، وقال: ''حتى وإن كنا لا نعرف تاريخ التقاطها، فإنها تشكل علامة مشجعة لأنها تظهر أن كافة الرهائن أحياء''، معربا عن ارتياح باريس لظهور رعاياها، موضحا أن أجهزة الدولة تبقى مجندة وستعمل ما في مقدورها للإفراج عنهم. فرنسا تطلب رسميا من باماكو تكليف وسطاء للتفاوض مع الإرهابيين قدّمت باريس رسميا، طلبا للسلطات المالية من أجل مساعدتها في تحرير الرعايا المختطفين من قبل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشط بمنطقة الساحل، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الرئاسة المالية، أن المساعدة تكمن في تكليف وسطاء للتفاوض مع التنظيم الإرهابي باسم باريس، من أجل الحصول على مطالب الإفراج عن الفرنسيين المحتجزين لدى جماعة عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد، وتسعى باريس من خلال توسلها التنظيم الإرهابي، لتجنب الخطأ الذي وقعت فيه في ملف ميشال جرمانو ''78 سنة''، الذي تم إعدامه نهاية جويلية المنصرم، من قبل جماعة أبو زيد، بعد العملية العسكرية التي قادتها موريتانيا وشاركت فيها فرنسا ب30 جنديا، حيث كانت نتائجها وخيمة على الرئيس نيكولا ساركوزي الذي لقي انتقادات لاذعة من قبل خصومه ومعارضيه، ويسعى في هذه القضية لاستدراك خطئه لتفويت الفرصة على المتربصين به، والحفاظ على مقعده بقصر الإليزيه.