أنا سيدة متزوجة منذ عشر سنوات، رزقني الله بزوج صالح أعيش معه السعادة والوئام، لكن المصدر الوحيد لمشاكلنا، والدته المعروفة بين الجميع بتسلطها وغرورها بنفسها وحقدها على كل إنسان سعيد وله صلة بها، فتحاول هذه الأخيرة إلحاق الأذى به سواء بالقول أم الفعل، فلم يسلم منها أبناؤها وبناتها وصديقاتها، زوجي والحمد لله ابن بار بوالديه، وذلك بشهادة الجميع، ولكنه لا يستطيع إرضاء أمه في كل شيء، لأن ذلك فيه ظلم لي، وهو لا يرضى بالظلم لأحد، محتارة ومظلومة ومقهورة من ادعاءات أمه الباطلة علي، ويشهد ربي على ذلك، فأنا حاولت بكل الطرق إرضاءها وفشلت، حاليا هي تقاطعني وتمنعني من زيارتها، وكذلك زوجي لا تريده أن يكلمها أو يزورها أو يدخل البيت، لزيارة أبيه وإخوانه الذين لا يستطيعون مواجهتها في أي شيء، حتى لا تنقلب عليهم، أرشديني سيدة نور في كيفية التعامل معها، فأنا وزوجي حاولنا بكل الطرق التي نعرفها ولم نفلح. حليمة/ جيجل الرد: ذكرت في رسالتك سعادتك مع زوجك، فدلني هذا على حسن تربيته وخلقه، لذا فأنت يا سيدتي مدينة لأم زوجك دينا عظيما، الوفاء به صعب، فزوجك الذي تحبينه وتحرسينه وتسعدين به وبعشرته، ربته أمه فحملته وولدته وأرضعته وأطعمته وأذاقته الحنان والحب، حتى امتلأ قلبه وهذبت أخلاقه وأنفقت عليه صحتها وعمرها وأرهقت نفسها خوفا ورجاء على مستقبله، حتى جعلته رجلا وزوجا كريما، فهو نتاج التعب والكفاح وهو لك أنت، فأم زوجك أفنت عمرها لإسعادك، لذا فهي تستحق منك المعاملة بالرفق والحب والشعور بالفضل والصبر على ما يصدر منها مهما كان سلوكها. فالأمر يتطلب منك التريث والتفكير في حالها، ولماذا تتصرف هذه التصرفات؟ فربما لأنها بعد كل ما أعطته لأبنائها انشغلوا عنها بالعمل والزوجات والأولاد وقصروا في حقها، أو ربما لأنّها كانت تعاني من بعض المشاكل النفسية، لتأثير التغيرات الجسمية على نفسيتها في هذه السن، وربما تكون فعلا أما مسيطرة ومتسلطة، على جميع الأحوال يجب عليك معاملتها برفق وكسب ودها، وإليك بعض النصائح لتصلي لودها: - أن تنزليها منزلة أبويك في المعاملة وأن تناديها "أمي" ولو في حال النزاع والغضب، فلهذه الكلمة أثر عجيب في تحريك قلوب الأمهات. - أشعريها بأهميتها خاصة بأمور لا تجدها إلا منك مثل دوام السؤال عليها ولو بالهاتف، وتحري الزيارة، وتقديم بعض الهدايا من طعام وملبس خاصة ما تفضله وتحبه، فهذا يسعدها ويسعد زوجك كذلك. - تحدثي أمامها ومن ورائها بأدب واحترام وأكثري من مدحها والثناء عليها وعلى حسن تربيتها لزوجك. - أظهري إعجابك بحديثها وبمنزلها وطعامها. - اطلبي مشورتها في أمورك المهمة، وأظهري احترام رأيها، وحاولي تنفيذه بقدر ما ينفعك ولا يضرك ولا تدخليها في خلافاتك مع زوجك. - تجنّبي مفاتحتها في أمور الخلاف بينكم وإذا لم ترتاحي لرأيها فاكتفي بالإبتسامة، وغيري مجرى الكلام. - تغافلي عن زلاتها وأخطائها إذا كانت في بيتك، ولا تستثقلي وجودها وأصري على مكوثها واستضافتها. - أعيني زوجك على برها وتذكري قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم"، وقوله:"كما تدين تدان"، فإن أعنت زوجك على بر والدته سيرزقك الله زوجة ابن تعين ابنك على برك ورعايتك. أما بالنسبة لزوجك فعليه: بر والديه حتى وإن كان في طبعهما قسوة وجفاء، فلقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- ببر الآباء وعليه أيضا إن ظلمت أن يرد ظلمها وينصحها، ولكن لا تقدم النصيحة إلا بحب ورفق، ويفضل أن تكون بطريقة غير مباشرة. عزيزتي؛ واضح من الرسالة أن الزوج لم يحسن معاملة والدته ونصحها بالشكل اللائق، مما أدى إلى تصرفها الشّديد معه، فعليكما السعي الجاد للصلح معها والقيام بزيارتها والرفق بها والدعاء لها. ردت نور