السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيد متزوج وأب ثلاثة أطفال، مشكلتي تكمن في زوجتي عصبية المزاج وأنا هادئ بشكل عام. ولزوجتي أخت مطلقة، تعلق بها قلبي لدرجة أصفه بالحب الشّديد، وذلك ربما لأنّها تعاملني باحترام كبير، ولكنّني في نفس الوقت لا أجد أنّه مبرر لحبّي لها، ولقد كانت علاقتي بها في البداية مجرد عطف على حالتها، لأنّها طلقت إلاّ أنّني أحسّست منذ عامين بهذا الحب الشّديد، ولقد جاهدت نفسي والشّيطان وما زلت أجاهد لكي أبتعد عنها، أو أن أسمع صوتها ولو في الهاتف، وحتّى أنّني أبحث عن أي شيء يشغلني عنها، ولكن وجود المصالح والأعمال التي أساعدها فيها يخرب علي اجتهادي، فأنا لا أتمنى أن أطلق زوجتي ولا أتمنى موتها فكلاهما شر، ولكنني عجزت عن الوصول إلى حل، مع العلم أن زوجتي أكثر جمالا وحشمة منها، ولم أجد منها ما يدعو إلى الخطأ في حقها فهي ذات خلق، ولقد صبرت حتى نفذ الصبر مني، فهل أهجر زوجتي وأخت زوجتي حتى أتخلص من العذاب . الرد: اطلعت على رسالتك، سيدي تقول أنك إنسان ملتزم ومصلي، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وحياتك الأسرية فيها من التيسير والخير الكثير، زوجة جميلة ومحتشمة ملتزمة، حريصة على معاشرتك بالحسنى لأنها ذات خلق طيب، كل هذه الخصال ذكرتها في رسالتك، ومع ذلك تستجيب لنزوة شريرة، ونزعة شيطانية كل ما فيها يدعو إلى الاستنكار والرفض الصريح، لأنها مجرد أوهام في بحر من ظلام وانحراف عن سنة الله في هديه في العلاقات الأسرية، وأود أن أقول لك إنّ علاقتك بأهل زوجتك عموما هي علاقة المودة والتّراحم والإحترام، ويتأكد ذلك في حق شقيقة زوجتك التي هي بمثابة شقيقة لك. إذا كانت ظروفها أجبرتها على الإستعانة بك، ومساعدتها في أمورها، فإنّ ذلك لا يمسح مطلقا بأن تتعدى العلاقة بينك وبينها إلى علاقة حب وعشق، لما في ذلك من خروج على الطّبيعة البشرية المستقيمة. ولعل ما تشعر أنت به نحوها أمرا يعد بعيدا عن تفكيرها، لأنّك زوج شقيقتها، وهي لن تفكّر في خراب بيتها. لقد سيطر عليك الشّيطان الخبيث، لدرجة أنّك تتمنّى موت زوجتك أو طلاقها وهجر أطفالك، وهذا كله يدعو للأسف الشديد، فكيف تقبل ذلك؟ علما بأنّه من المستبعد أن تقبل شقيقة زوجتك بتشريد شقيقتها وطلاقها، وحرمان أطفالها من حياة أسرية طيبة، لا شك أنّها لا تسعد بذلك مطلقا، إذا كانت ذات عقل وحكمة . أشير عليك سيدي بالعودة إلى الله وإخلاص النية له سبحانه وطلب الثبات والهداية إلى الطريق الصالح وبذل الجهد لتربية أطفالك ورعاية أسرتك. سيدي الكريم حاول أن توقظ في نفسك نداء الضمير وصوت العقل، وضع الأمور في مسارها الصّحيح دون انسياق وراء عاطفة جامحة وتخيلات غير مستقيمة، وفكّر كيف تكون علاقتك بزوجة تنظر إليك على أنّك ظالم لشقيقتها، مشرد لأبناء أختها، وإذا كانت هي راضية بذلك، فهل تقبل أنت بمن تخون أهلها وشقيقتها وتسلب سعادتها وتشرد أطفالها، وإذا كانت العاطفة والجمال من الأشياء التي تدعو الرجل إلى تمني موت زوجته أو طلاقها، فإنّ الحياة والرّوابط الأسرية جميعا ستفسد، لأنّ الأشياء المادية عرضة للزوال ومنها الجمال. أرجو أن تعود لربك وتحفظ صلاتك وتتقي الله في زوجتك وأبنائك ، حتّى تفوز برضا الله عزّ وجل . ردت نور