بعد العمل الوحشي والجريمة الشنعاء التي اهتز على وقعها كامل سكان باتنة أول أمس، والتي راح ضحيتها مناصر مولودية باتنة وابن لاعب المولودية خلال السبعينات، الشاب ''عبد الحق بسنان'' المولود سنة 1981 بباتنة، عبّر كل سكان الولاية خاصة منهم مناصرو مولودية باتنة عن سخطهم وتذمرهم الواسعين من العمل الوحشي الجبان حسب وصفهم- المرتكب في حق شاب ملتزم وحيوي ومحبوب عند الصغير قبل الكبير، خاصة عند الأطفال الذين كانت تربطهم بينه علاقة حب الأم والابن، ولذلك اختار مشيعو جنازته أمس الأول، دفنه بين قبور الأطفال في مقبرة بوزوران في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من الأصدقاء والأهل والمحبين، خاصة أنصار مولودية باتنة باعتبار أن المرحوم كان أحدهم، وأيضا لأنه ابن ''مختار بسنان''لاعب المولودية خلال السبعينيات، ولأن هول الفاجعة كان كبيرا فقد اتصل ب''النهار'' يوم أمس المدعو ''زكي'' شقيق المرحوم وبعض أصدقائه نيابة عن البقية، حاملين نداء للسلطات المعنية بضرورة كشف الحقيقة وتوقيف الفاعلين. هكذا عثر على جثة الضحية منزوعة القلب، الكبد،الأمعاء والرئتين في الوقت الذي كان فيه شقيق المرحوم المدعو ''زكي'' جالسا بجنبنا يجهش بالبكاء، راح صديق المرحوم وابن عمّته ''بن خميس يامن'' يروي تفاصيل الاختفاء الغامض المتبوع بالعثور علي الجثة بتلك الصورة البشعة، قائلا أنّ الاختفاء كان يوم السبت الماضي بتنقل ''عبد الحق'' على متن سيارة ''فرود'' إلى كشيدة بالقرب من المنطقة التي عثر فيها على الجثة، وجمع بينه وبين السائق في الطريق حديثا حول اشتياقه للصلاة أكثر من أي وقت مضى، وقبل مغادرته البيت سألته والدته ما إن يبقى لتناول وجبة الغداء أم لا، وعندما علم بما تحضره الوالدة رد عليها بالنفي وأنه سيتناول الوجبة في الخارج، وأمام الباب التقى بشقيقه ''زكي'' قائلا له ''واش؟'' كسؤال عن أحواله، وكانت تلك هي آخر اللحظات التي قضاها في بيته مع والدته وشقيقه، وأضاف ''يامن'' أن المرحوم لم يظهر تلك الأمسية ولم يعد إلى البيت ليلا، وهي أول مرة يغيب فيها المدعو ''توفيق'' عن المنزل العائلي، ليتم إبلاغ مصالح الأمن وتبدأ رحلة بحث من قبل الأهل والأصدقاء الذين شكلوا أفواجا في كل الاتجاهات، واستغلالا لما أفاد به سائق سيارة '' الفرود'' تمكن أحد أفواج البحث بعد يومين من الاختفاء أي يوم الاثنين، من العثور على عبد الحق في مكان معزول بكشيدة، وعند اقترابهم تفاجأ الجميع بهول ما وقعت عليه أعينهم، الجثة كانت منزوعة من كل الأحشاء الداخلية من كبد ورئتين وقلب وأمعاء، إلا من بعض بقايا الكبد، لدرجة ظهور العمود الفقري من الداخل بوضوح تام، وأغرب ما في القضية حسب ابن العمة ''يامن'' هو العثور على ماله بالقرب من الجثة التي لم تكن ملطخة بالدماء، كما لم يعثر على بقايا الدم في محيط الموقع، وهو ما يستبعد فرضية تعرض الجثة لنهش الكلاب أو الضباع، مع ترجيح فرضية التعرض لجريمة قتل في مكان ما قبل نقل الجثة إلى ذلك الموقع، بدليل اختفاء سترته الجلدية التي كان يرتديها، وهو الأمر الذي احتار له الجميع، كون المرحوم لم تكن له عداوة مع أي كان، وليس معروفا عليه مصاحبة أهل السوء وليس من محتسي الخمور أو مستهلكي المخدرات، واختتم الشقيق ''زكي'' وابن العمة ''يامن'' حديثهما مع ''النهار'' بنداء إلى جميع السلطات بضرورة الكشف السريع عن حقيقة ما حدث ومعاقبة المتورطين لطمأنة الرأي العام المحلي الذي ينتظر نتائج التحقيق على أحر من جمر. وقد علمت ''النهار'' أن مصالح الأمن تواصل تحرياتها وتحقيقاتها المعمقة ليل نهار بغية فك لغز جريمة شنيعة تعد الثالثة من نوعها في باتنة منذ 51 يوما فقط، بعد جريمتي بوعقال وعين التوتة.