شب أول أمس حريق مهول بقاعدة شركة "بكتال" الأمريكية الواقعة بالمنطقة الصناعية إرارة بحاسي مسعود، و أتى الحريق ،حسب شهود عيان، على مرقد العمال يتكون من 24 غرفة أتلفت عن آخرها. وحسب المعلومات المستقاة من عين المكان، فان اندلاع الحريق يعود الى عدم اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة لمثل هذه المخاطر المتوقعة بالنظر الى طبيعة النشاط ، خاصة ما تعلق منها بجانب التأمين تفاديا لأية كوارث مفاجئة، غير أن مسيري الشركة لم يأخذوا مطالب وتوصيبات جهاز الأمن والوقاية بعين الاعتبار . و تشير إفادات الشهود دائما، الذين تقربت منهم "النهار"، فإن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمرقد المؤسسة، كانت نتيجة عزوف أعوان الأمن عن الإبلاغ بالحريق، مما أدى بدوره الى تأخر أعوان الحماية المدنية في التدخل لإخماد ألسنة النيران التي نشبت بسبب شرارة كهربائية، و هو الأمر الذي نفاه مسؤولو "بكتال" على أساس أن المرقد غير موصول بالتيار الكهربائي. وأضافت الشهادات المقدمة أنه من جملة الأسباب الأخرى التي صعبت من مهام أعوان الحماية المدنية عدم صلاحية شبكة الإطفاء الخاصة بالمرقد، حيث عجز هؤلاء الأعوان عن تشغيل قارورات الإطفاء "إكستنكتور"، يضيف الشهود ، التي انتهت صلاحيتها. ويأتي هذا الحريق ليؤكد الموضوع الذي تطرقت إليه "النهار" في أعدادها السابقة المتعلق بتماطل الشركات الأجنبية و حتى الوطنية المتواجدة بالمناطق الصناعية بالجنوب ، في إعداد مخطط التدخل المرفق بكل الوسائل المؤهلة، والذي من المفروض انجازه بالتنسيق بين مصالح الحماية المدنية و الأمن الداخلي لكل مؤسسة، و هو مخطط من شأنه تسهيل عمليات التدخل السريع في حالة تعرض هذه المؤسسات لأخطار مفاجئة، مثل تلك التي مست شركة "بكتال" ، حيث عجز مسؤولو أمن "بكتال" عن الإبلاغ بالحريق لعدم توفرهم على الرقم الخاص بالحماية المدنية.