أقدمت ليلة الثلاثاء، 200 عائلة تقطن في العشرات من أحياء مدينة تبسة، على اقتحام حي سكني اجتماعي بالكامل يقع بمحاذاة المركب الرياضي 4 مارس بتبسة، وفي صباح اليوم الموالي -أمس- انتقلت ''النهار'' إلى عين المكان، حيث وجدنا المئات من المواطنين شيوخا، نساء وشبابا أمام مداخل العمارات التي اقتحموها ليلا بوضع متاعهم ومختلف لوازمهم المنزلية. وعن أسباب اقتحام السكنات الاجتماعية من طرف هؤلاء، أجمع كل من التقينا بهم على أن الظروف الاجتماعية القاهرة وانتظار سنوات طويلة للحصول على مسكن اجتماعي، حيث استظهر البعض منهم وصولات إيداع ملفات سكنية اجتماعية لسنوات 90/92/ 93، مؤكدين أنهم انتظروا لأكثر من عقدين من الزمن للحصول على سقف يأويهم، غير أن ذلك لم يتم بل إن البعض منهم طالب السلطات المحلية بفتح تحقيق في شأنه كونه يقطن في مرآب ومستعد لتحمل ما يفرزه التحقيق الاجتماعي وإن حدث العكس فهو مستعد للدخول إلى السجن، وبين من برر سبب اقتحامه لظروف اجتماعية قاهرة لأسر كثيرة العدد أجمع من حاورناهم على أنهم لن يغادروا هذه السكنات وهم يحملون قارورات للبنزين ''مرددين شعارات سوف نحترق مع أبنائنا''، وبين حديث التهديد والوعيد هناك العشرات من النساء وعلى وقع الدموع ناشدن السيد رئيس الجمهورية بإنصافهم وإرسال لجنة تحقيق ميدانية للوقوف عند حقيقة ما يجري. وفي اتصال ل''النهار'' مع رئيس دائرة تبسة، أكد أن الجهة المعنية هي ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تبسة، مؤكدا في السياق ذاته أن هذه العملية غير شرعية، مضيفا ''نحن شرعنا منذ حوالي 9 أشهر في دراسة ملفات طالبي السكن والمقدرة على مستوى مصالحنا ب12000 طلب''، إلى جانب ذلك شرعت لجنة مختصة منذ مطلع الأسبوع الجاري في تحقيقات ميدانية لإحصاء النايات الهشة عبر تراب بلدية تبسة. .