عزيزتي إن إيجاز وصفك لزوجك بأنه "غريب وغامض" لا يكفي للحكم على تصرفاته ومعرفة نفسيته، فكثير من الرجال هكذا يؤثرون الصمت وطباعهم خشنة ولديهم جفاف عاطفي، ولا يرغبون في البوح عن أسرارهم وخفاياهم، وهنا يأتي دورك في كشف هذه الغرابة والغموض ومعرفة ما وراءهما، وهذا لا يتأتى وقت حدوث المشكلة، وأثناء الأزمة وإنّما يتأتى وقت الصّفاء والمودة، ولا تنسي أنّك عشت معه خمسة عشر سنة، كانت كفيلة أن تعرفي فيها أسراره وخفاياه، لو أحسنت استغلال مثل تلك الفرص، ولكن لا حرج أن تبادري الآن وتتلّطفي معه وتقدمي على التقرب منه، باستخدام المفتاح المناسب له، بمعنى الدّخول عليه من خلال الأمور التي يحبها أو يعشقها كالأكل أو المعاشرة الزوجية. عزيزتي أقدّر عواطفك ومشاعرك، ولكن مجرد رسالة واحدة في هاتف زوجك ليست كافية، للحكم على خيانته، فقد تكون نزوة شيطان تاب منها، أو أحد كتبها في هاتفه ونسيها أو غير ذلك، وإنّما السؤال الكبير الذي يبقى لماذا لم يعلم بشعورك نحوه إلى الآن؟ هل هو لا يرغب فيك؟ أم هو يشعر أنّّك أنت لا ترغبين فيه؟ هل الأطفال والانشغال بتربيتهم صرفوك عن الاهتمام به والاستعداد له وإشباع حاجاته النفسية والجسدية، لا بد يا عزيزتي أن تحددي السبب حتى تختاري العلاج المناسب، فإن كنت أنت أو هو لا ترغبان في بعضكما من أول الزواج، فلم واصلتما هذا الطريق الشاق إلى الآن، وإن كانت المودة بينكما لم تستيقظ في قلبيكما إلى الآن، فعلى الأقل فيهما الرحمة، وإن كنت انشغلت عنه بالأولاد وشؤون البيت فأرجو أن تعيدي ترتيب أوقاتك وأولوياتك وتعطي زوجك من الحنان والمعاشرة ما يجعله ليس بحاجة لغيرك، وإن تجعليه يهتم بعمله أكثر، فيتلاشى هذا الهم أو هذا الوهم. تذكري عزيزتي دائما إيجابيات زوجك في غير الجانب العاطفي وساعديه على التعبير لك بحاجاته ورغباته وحاولي إشباعها ما استطعت، وإن لم يبادلك كلمات الحب والغرام، فبادري أنت لتسمعيها له، فلعله يستحي أو يخجل من فعلته، ولا تنسي أن تذكريه بالله عز وجل من وقت لآخر، لعله يتذكر أو يخشى، كفكفي دموعك يا عزيزتي، واستعيني بالله واهتمي بزوجك فهو بحاجة إليك وقومي بتربية الأبناء على الوجه الذي يرضى الله عنك واملئي جوفك بآيات الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما حلاوة وسلوى عن غيرهما واستمتعي بالحياة الطيبة، فما زوجك إلا جزء يسير منها والله يحفظك ويرعاك. ردت نور