أخي فيصل، أشكر لك سندك المعنوي وكل شيء أنت بصدد فعله للقارئ. أما بعد.. أنا متزوج منذ خمسة أشهر فقط، وزوجتي لم أكن أعرفها من قبل، حيث عرّفتني بها والدتي، وكنت قبلها بأيام قد خرجت من علاقة فاشلة أثمرت بالفراق، وصراحة لم أكن مستعد للتعرف على فتاة أخرى، لكن الله سبحانه أراد عكس ذلك، حيث تعرفت على هذه الفتاة فطلبتها من أهلها وتزوجنا، وبعد مرور أسبوعين على زواجنا، لم نقض سوى نصف شهر عسل، تبادلنا فيه المودة والعطف، وبعد ذلك مباشرة بدأت تظهر عليها تغييرات وأصبحت تشك في كل ما أقوم به، وتراقب تحركاتي ومكالماتي الهاتفية، وتشك في خروجي رفقة أصدقائي وحتى عند تأخري في طريق العودة من العمل بسبب الإزدحام، وليتها توقفت عند هذا الحد بل أصبحت تقلل من قيمتي وتقارن بيني وبين أزواج صديقاتها في العمل الذين يأتون من أجل اصطحاب زوجاتهم بالسيارات في نهاية الدوام، أو لكونهم يتركون زوجاتهم يرتدين اللباس الفاضح. ورغم كل هذا كظمت غيضي وخضعت لإرادتها، وصرت أهرب من عملي لكي أذهب إليها وأنتظرها حيث تعمل، وحاولت الإحسان إليها قدر المستطاع وأصبحت أخرجها للتنزه، كلما أتيحت لنا الفرصة وأشتري لها الهدايا والورود، وحاولت تقبل الوضع ظنا مني أنها مرحلة عابرة وستتغير مع مرور الزمن، لكن المشكل أن الأمور أصبحت تزداد سوءا وتعقيدا في كل مرة، ووصل بها الأمر إلى حد التنقيب والنبش في الماضي الذي مات ودفنته بيدي، مبررة ذلك بالدردشة التي سرعان ما تتحوّل إلى شجار وصراخ ثم بكاء وحسرة وندم على الزواج. وفي الأخير لاحظت أنها إمرأة لا تقتنع بشيء، ولا ترضى عنّي ولو أتيت لها بالنجوم على طبق، مما جعلني أعاني في صمت وحيرة وتوتر ومعاناة لا أحد يستطيع فهمها أو الشعور بها إلا إذا كان قد عاش مثلها، والآن لم أعد قادرا على تحمل المزيد، وأخشى أن يصل بنا الأمر إلى ما لا يحمد عقباه وما لا أهواه، وحسب ما أرى فليس هناك حل آخر سوى الإستسلام لأمر الواقع وطلب الفراق، لست أعلم إن كنت على حق أم لا، ولهذا ارتأيت الإتصال بكم فأنتم أملي الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى، وأنا صراحة لا أحبذ الفراق لأني أحببتها، ولهذا أرجو منكم نصيحة لعلها تنير دربي وتضيء ظلمتي وترشدني إلى الحل الصواب... مع أخلص التحيات.. أخوكم سفيان من العاصمة. الرد: وعليكم السلام أخي سفيان، ومرحبا بك على متن سفينة قصة وقصيد، هي ليست سفينة نوح عليه السلام، ولا تسير بوحي من الله سبحانه وتعالى، لكنها سفينة أخوة نحاول من خلالها معايشة الحقيقة، ومواساة بعضنا البعض بتبادل النصائح والتجارب. أخي سفيان، ليس من حقي التكلم عن زوجتك مادمت لم أسمع وجهة نظرها، وما دام إصلاح ذات البين يستوجب السماع لكل الأطراف، وفي هذا إشارة إلى إمكانية كونك السبب أو على الأقل طرف في سوء التفاهم الذي بينك وبين زوجتك، لماذا؟ لقد قلت في رسالتك أنك قد خرجت مؤخرا من علاقة فاشلة، أياما فقط قبل زواجك، ولم تكلمنا كثيرا عن هذه العلاقة التي فشلت وجعلتك تفكر في عدم الإرتباط ثانية، مما يوحي إلينا بأنك كنت تحب هذه الفتاة، أو على الأقل كنت تطمح لتوطيد علاقتك بها، ثم حدث ما حدث وتفرقتما، وفي هذا إمكانية تعلقك بهذه الفتاة أو حصرتك على فراقها، أو تأسفك على الثقة التي وضعتها فيها، مما سبب لك بعض الإستياء، وهذا ما ظهر عليك بعد زواجك، حيث أصبحت حساسا من ناحية زوجتك، أو تعتبر هذا الزواج هو سبب تعاستك، وفي حقيقة الأمر هذه التعاسة وهذا الإستياء ناتجان عن فراقك الأول، وصراحة لست أرى خطأ مباشرا من طرف زوجتك يستدعي الفراق، وأحببت لو لم تستعمل كلمة الفراق، لأنك الآن متزوج وانفصالك عن زوجتك يعتبر طلاقا وليس فراقا، ولهذا أرجوا أن تعي معناه وما يستوجبه من شروط وما ينتج عنه من عواقب، فالطلاق لا يشبه الفراق، وقلت لك أن زوجتك لم تقترف خطأ من الدرجة الثالثة التي يستوجب الطلاق وإنما أخطأت مثلما تخطئ جميع النساء، وأنت كذلك أظن أنك أخطأت في حقها، وأقصد قولك بأنها أصبحت تشك في تحركاتك، مما يبين أنها لا تعلمها، وأنك لا تخبرها بما تقوم به، وهذا ليس من حقك والزوجة هي شريكة الرجل ومن حقها معرفة تحركات زوجها، حتى لا يكون هناك مجالا للشك، وكذلك شكها في مكالماتك، فأنا شخصيا بدأت أشك في هذه المكالمات، لأن مجرد فضولها يعني أنك تخفي عنها مكالماتك ولا تتكلف أمامها مما يدعو إلى الشك، ولهذا يجب أن تفهم بأنك متزوج ومن حق زوجتك أن تقف أمامك حين تتكلم في الهاتف، وبالنسبة إلى اللباس غير المحتشم فهذا يعني أنك تزوجت امرأة متعودة على ذلك النوع من اللباس وأنت وافقت على ذلك، كان عليك أن تتزوج من امرأة محتشمة في لباسها وغيره من الأول، حتى تتفادى هذا الأمر، لكن مادمت قد اخترت هذه ووافقت عليها، فيجب عليك إقناعها بضرورة ارتداء اللباس المحتشم والمستور، وليس بالقوة أو التعصب، وإنما بالرفق وبالتي هي أحسن، وأن تبين لها بأنك تطلب ذلك طاعة لله في صالحه ولأنك تحبها وتغار عليها، كما أشارت هي إلى ذلك في طلبها بأن تنتظرها أمام عملها، مما يؤكد أنها تحبك وتغار عليك وتفتخر بك كزوج أمام زميلاتها وزملائها، ولو كانت لا تحبك أو لا تحترمك كما قلت فلا تطلب منك أبدا انتظارها حيث تعمل وهذا يعتبر واجبا عليك، فقط نظم وقتك وحاول أن تتوصل معها إلى حل يساعدكما جميعا، وعوض أن تهرب أنت من عملك، عليها أن تنتظرك هي في عملها حتى تنهي عملك ثم تتوجه إليها لمرافقتها إذا أمكن لكما ذلك، وإلا فلا حرج أن يعود كل واحد بمفرده فذلك ليس عيب، أما بالنسبة إلى السيارة فهذا ليس من مسؤوليتك وحدك، وإنما يمكن لكما التعاون من أجل شرائها، والحمد لله أنت تعمل وهي كذلك وإن أحسنتما التصرف والتحاور، ستشتريان كل ما تحتاجان إليه مع مرور الوقت، وفي الأخير أرجو أن تحاور زوجتك فإن الحوار يصنع المعجزات، وحاول أن تنسى الماضي وتفكر في أنك متزوج وهذه هي المسؤولية، والزواج في أول أيامه دائما يكون هكذا نظرا إلى تلاحم عقليتان مختلفتان، وطريقتي عيش مختلفتان وهذا الإختلاف هو سبب التغير بعد الزواج كان الله في عونكما، ولكما ولكل من يعيش مثل قصتكما، أنشر قصة أخت تتكلم عن معاناتها بعد الطلاق، وأهدي لكم جميعا هذه القصيدة تحت عنوان (زوجتي). زوجتي تمنيتك نتي وحبيتك نتي ومن غيرك انتيا والله ما عندي نتيا هي حبيبتي ونتيا زوجتي الي ونستيني بعدما كنت وحدي بعدما كنت تايه ونضيع في وقتي شمال ويمين الريح فيا يدي تايه ونحوّس شريكة لحياتي والي نشوفها نقول واقيلا هاذي تم تم نحبها ونمدلها نيتي نمدلها قلبي ومن كل ما عندي نمدلها حبي حنانتي وحمايتي والحاجة الي فجيبي دايما فيدي وساعات نمد من فوق طاقتي غير ترضى هي ونكون أنا راضي وإذا ما كانوش نلهيها بحكايتي باش ما تعرفش بلي دورو ما عندي كي تخلاص لحكاية نقوللها عييتي من كثرة المشية هاني فيا شدي أنايا زوالي وهاذي هي حالتي راكي عرفتيها لا بغيتي تقعدي وتعيشي معايا باش تكوني زوجتي أو والله ما نلومك إيلا بغيتي تبعدي لتم هي تروح وتتحطملي أمنيتي وإذا ماشي من عندها اتجي من عندي ونعشي كي العادة راجع لعادتي الي نشوفها نقول واقيلا هاذي حتان تعبت ومليت من حالتي لوقتاش نقعد عايش غير وحدي زوّجت صحابي جيراني وخاوتي وزوجت الصغار، زوجت الي قدي وانايا باقي نستنا في دالتي وقتاش نحط الخاتم في يدي وقتاش ياربي تتحقق أمنيتي ونلبس برنوس تاع بابا وجدي وقتاش تبانلي شريكة حياتي وقتاش يا ربي يالعالم بقصدي وقتاش نكون ملموم في بيتي في وسط أهلي وزوجتي وولادي دعيت ربي ورجيتو فصلاتي باش يغفرلي ما عملت فالماضي ويرزقني وحدة على حساب نيتي تكون راضية بيا وانا بيها راضي صبرت وستنيت حتى بنتي نتي مومنة ومربية وبسيطة على قدي سبحان الله جيتي على صيفتي تقول انا هو الي رسمتك بيدي الحاجة الأولى قصدت اميمتي لما حكيتلها قاتلي يا سعدي بربي هاذي الي تكون عروستي دير برك القلب واخدم يا وليدي ولتم الي بدات تتبدل عقليتي ونشفى بلي كنت دورو ما عندي ربي سبحانو باركلي فخدمتي وباركلي فالرزق الي في يدي وليت نخمم وندير حساباتي نخدم ونصرف غير على قدي وزدت قسمّت ورتبت وقاتي وليت نحسب الدقيقة كي تعدي وزدت وليت مواظب فصلاتي وبديت نحس الراحة في جسدي والراحة في بالي وفكل حياتي أو وليت نتمتع حتى برقادي وحتى انتيا تانيت ضحيتي خليتي داركم وجيتي لعندي تقاسمتي معايا هنايا وفرحتي ومهما يصرالنا قلتيلي عادي وصبرتي معايا وطحتي ونضتي وفي كل الحالات يدك في يدي عليها الي قلتلك حبيتك انتي ومن غيرك انت والله ما عندي انت هي حبي وعمري وشريكتي وانت هي زوجتي ويمات ولادي. فيصل كرشوش