تسارعت الأحداث كثيرا في بيت المنتخب الوطني الجزائري في ظل المستجدات الأخيرة بعد تم إلغاء الإختبار الودي أمام المنتخب التونسي الذي كان مقررا إجراؤه في التاسع من هذا الشهر، وهذا على ضوء التباين الحاصل في الآونة الأخيرة بين هيئة روراوة والجامعة التونسية بخصوص هوية الملعب الذي يحتضن هذا الإختبار الودي، وهو ما جعل الأمور تنتهي في الأخير بإلغاء هذه المواجهة، في سيناريو لم يكن منتظرا تماما بالرغم من المؤشرات التي كانت تمهد لهذا الطرح في نهاية المطاف. والواضح أن إلغاء لقاء تونس الودي سيضع ''الخضر'' في ورطة حقيقية ولن يكون بالتأكيد في صالح التشكيلة الوطنية طالما أن بن شيخة كان يراهن كثيرا على مواجهة نسور قرطاج للوقوف عند استعدادات كتيبته قبل لقاء المغرب في 27 مارس القادم لحساب الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية 2012، سيما وأن هذا الإختبار الهام الذي يدخل ضمن تواريخ الاتحادية الدولية لكرة القدم يعد آخر محطة تحضيرية لمحاربي الصحراء، فضلا عن استحالة برمجة مبارة ودية أخرى خارج تواريخ ''الفيفا'' بتركيبة المحترفين باعتبار أن هذه الفئة ستكون لها ارتباطات مع أنديتها ويستحيل أن تسجل حضورها بعد تاريخ التاسع من فيفري. بن شيخة في ورطة وكل المؤشرات توحي بتضحيته بالمحترفين أمام المغاربة وبالنظر إلى الوقت الحساس الذي اتخذ فيه قرار إلغاء الاختبار الودي وعدم وجود أي خيارات أخرى لتجاوز هذا الموقف الحرج الذي يتواجد عليه المنتخب الوطني الجزائري، باعتبار أن بن شيخة لن يتسنى له تماما برمجة أي تربص آخر يحضر فيه كامل التعداد في الفترة الممتدة من 9 فيفري إلى غاية 27 مارس القادم، طالما أن العناصر المحترفة في أوروبا لن تتمكن من الانضمام إلى معسكر ''الخضر'' خلال هذه الفترة، وهذا في ظل الضغوطات الكبيرة المفروضة عليهم من نواديهم، سيما وأن ''الفيفا'' لم تحدد تواريخ إجراء أي مباريات ودية قبل نهاية الشهر المقبل، فإن بن شيخة قد أن يلجأ إلى الإعتماد على أغلبية محلية سيما التي تنشط في المنتخب المحلي المشارك في كأس أمم افريقيا بالسودان، طالما أنها أضحت الخيار الأفضل له في ظل استحالة العمل مع المحترفين الذين لن يتفرغوا بدون شك قبل الأيام الثلاثة الأخيرة من لقاء المغرب. الحلول منعدمة والطاقم الفني قد يكتفي بتحضيير المحترفين قبل 72 ساعة فقط من لقاء المغرب وفي ظل استحالة إيجاد بدائل لتعويض لقاء تونس الودي وخوض أي تربص بسبب عدم تواجد التواريخ الخاصة ب''الفيفا''، فإن كل المعطيات تشير إلى أن بن شيخة قد يضطر إلى انتظار 72 ساعة فقط قبل مواجهة المغرب لتحضير كامل التعداد طالما أنها الفرصة الوحيدة له للعمل مع كامل تركيبته وبالرغم من ضيق وقت التحضيير لهذا الرهان إلا أنه قد يجازف بورقة المحترفين.