السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: هذه حكاية أقصها على أخواتي القارئات وأقول لهن: لم أتخيل نفسي أبدا أتزوج من شاب صغير في السن، لأنّني كنت أرى الشّباب مستهترين ولا يقدرون المرأة، لذلك كنت أرفض كل شاب يتقدم لي، وعندما قال لي رجل ثري كنت على سابق معرفة به، أنّه لو كان أكثر شبابا لتزوجني لأنه أرمل، قلت له لماذا لا تتزوجني، إذا تقدمت لي سأقبل بك، ظن في البداية أنني أمزح، لكنني أكدت له أنني جادة. تقدم لي على الفور، عندها صعق والدي من هول المفاجأة، فالعريس يفوقه سنا، فرفض وكل الأسرة ساندته في قراره، لكنّني تمسكت بموقفي وأقنعتهم قائلة إنّ هذه حياتي وأنّني حرّة أختار من أشاء. ترجاني والدي أن أفكر مرة أخرى، فأنا شابة وجميلة، وعلى حد قوله، سيتقدم لي كثيرون ومنحني وقتا أفكّر فيه وأراجع نفسي، لكن موقفي لم يتغير، فالرجل أعجبني جدا، وهو صورة عن فارس أحلامي، فوافق والدي في النهاية تحت إصراري. تم زواجنا وأسكنني في حي راق جدا، وكان ينفق عليّ ببذخ شديد، وكان يلبي كل طلباتي وحتى بدون أن أطلب، كنت أجد كل ما أتمناه وعندما أخرج لأي مكان، كان يذهب معي كنت سعيدة بذلك لأنّه يهتم بي لدرجة أنّه لا يريد أن أكون بمفردي أبدا. التقيت ذات مرّة بصديقة وأنا معه في الشارع، علما أنّها لم تكن تعلم بزواجي، لأنها من مدينة أخرى، وعندما أخبرتها بأنني تزوجت صافحت زوجي وقدمت له التهنئة ظنا منها أنه والدي، مما سبب له الحرج ومن يومها أصبح لا يخرج معي أبدا، ولو قلت له أنّني ذاهبة لبيت عائلتي أو أي مكان يعترض بشدة أو يتصل بي كل دقيقة، إلى أن أصل إلى المكان المرغوب، وعندما أقول له أنّني وصلت يطلب منّي أن أعطيه أي شخص في منزلنا، كأنه لا يثق في حديثي، ويريد أن يتأكد من صدقي، أصبح الوضع يضايقني جدا، لكنني كنت أتحمل، وقام بطرد ذات مرة أخي وابن عمي اللذين زاراني وأنا مريضة، صبرت أيضا على ذلك وعلى بحثه عن أي أثر قرب الباب، ليعرف إن كان زارني أحد أم لا، كنت أقول له دائما أنني لا أرى غيره، وأنه في نظري أروع رجل، وليس عليه أن يخاف أبدا، أصبحت لا أخرج حتى لا يغضب، كنت أقضي كل وقتي في غيابه، بالإهتمام بطفلي فقد رزقت منه بولدين، وفي يوم وهو غير موجود سقط ابني من السرير وأغمي عليه، فأسرعت به لأقرب مستوصف واتصلت به من هناك لأخبره بذلك، وأن الطبيب قال إنه بخير وعندما رجعت للمنزل وجدته ثائرا وبدأت أشرح له، ازداد صراخه وضربني لأول مرة بوحشية فظيعة، وفي كل هذا لم يحاول أن يطمئن على صحة الطفل. في تلك اللحظة وهو يضربني بعنف دخل علينا والدي الذي سمع صوت صراخي ورآه يضربني فارتميت في حضنه وبكيت كثيرا. أصر والدي على الطّلاق، وأنا لم أكن أريد غير ذلك، فزوجي رجل لا يثق فيّ أبدا ولا في الآخرين، ندمت جداً على زواجي من رجل كبير في السن، وأتمنى أن تكون حكايتي عبرة لكل فتاة تفكر في ذلك.