قال إن الإباضي والمالكي كان يجمعهما مسجد واحد وسقف واحد ووطن واحد هو الجزائر كشف الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين ان مسؤولية أحداث بريان يتقاسمها الجميع، سلطة و شيوخا و إعلاما و مواطنين على اختلاف مذاهبهم، ودعا شيبان " كل من يسعى الى الخير أن يضاعف جهوده، أما الشباب الثائر "فأدعوهم الى التعقل و الحكمة، و أدعو من الله أن يهدأ كل ضال، و"اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا....." النهار: ما تقديركم لأحداث العنف التي عرفتها بريان مؤخرا؟ الشيخ عبد الرحمن شيبان: لا نعرف كيف انطلقت الأحداث ببريان و كيف وصلت الى ذلك الحد ، لكن جمعية علماء المسلمين استنكرت أعمال الشغب و الحرق و العنف التي كادت أن تعصف بالمنطقة، كما نرفض أي تصرف يمس بالوحدة الوطنية ، لأننا نؤمن بأن الوحدة تكون القوة و القوة تكون العزة، و كل ضربة تمس الوحدة الوطنية محرمة دينا و شرعا. من وراء تلك الأحداث في رأيكم؟ أي شر يمس الوحدة الجزائرية وراءه أيادي خفية تكره الجزائر و تسعى الى إشعال نار الفتنة، و تلك الأيادي ما هي إلا شياطين لن يصلوا الى مبتغاهم مهما حاولوا، و سيبقى الاباضي و المالكي جزائريان مهما حدث بينهما. ألا تتخوفون معنا من انفلات الأمور وفتح الباب أمام أي تدخل أجنبي لا قدر الله؟ أنا متأكد بان تلك الأحداث ستمر و تهدأ الأمور و يعود السلم و الوحدة الى المنطقة، لان الشعب الجزائري شعب مليون و نصف مليون شهيد يحميه الله من أي فرقة أو شتات، كما أن السلطات قائمة بدورها و تعمل على إعادة الأمور الى مجاريها. هل هناك إمكانية لإعادة اللحمة بين السكان رغم بعض الاختلاف بين المذهبين ؟ هذا الأمر ليس بالجديد، بل زالت العقد المذهبية بالجزائر مع تواجد جمعية العلماء المسلمين التي تأسست في 1931 ، حيث جمعت المذهبين المالكي و الاباضي، و من أهم مؤسسيها الشيخ البيوض و الشيخ أبو اليقضان و الشيخ عدون ،وهم من أهم و أكبر شيوخ المذهب الاباضي، و يجب أن نبني على الإيجاب و ليس على الشاذ، فمن سوق هراس الى قسنطينة و من جرجرة الى تمنراست يوجد مسجد موحد يصلى فيه الجميع، و استطاعت الجزائر أن تتخطي الحواجز التي كانت في السابق، فالمصاهرة التي كانت محصورة بين أبناء المذهب الواحد أصبح مريدو المذهبين يتزاوجون فيما بينهم دون أي إشكال ، كما يجمعهما مسجد واحد و منطقة واحدة وهي الجزائر. في تقديركم الى من تعود المسؤولية والسعي الى تهدئة الأمور، و ما هي الكلمة التي تقدمها لسكان غرداية؟ اليوم المسؤولية يتقاسمها الجميع، سلطة و شيوخا و إعلاما و مواطنين على اختلاف مذاهبهم، و أدعو في هذا الموقف كل من يسعى الى الخير أن يضاعف جهوده، أما الشباب الثائر فأدعوهم الى التعقل و الحكمة، و أدعو من الله أن يهدأ كل ضال، و أنهي كلامي بقول الله عز و جل "اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا....."