تحياتي سيدة نور وتمنياتي لك بكل خير أما بعد: أنا شاب في الثّانية والثّلاثين من العمر متزوج منذ ستة أشهر، مشكلتي أنّ زوجتي لا تملك أي خبرة بشؤون البيت، ولم تكن تفعل أي شيء إطلاقا في بيت أهلها، حتى شؤونها الخاصّة، كانت تعتمد على والدتها، صبرت عليها كثيرا وساعدتها و حاولت أن أكسبها من خبرتي في أمور المنزل، لأنّ عشت فترة طويلة بمفردي وأقدر أن أخدم نفسي بدون مساعدة ، إلاّ أنّها لا تأخذ الموضوع بجدية وتعمل أي شيء كارهة ودائما تتذّمر إذا كلفتها بأي أمر، وتعلل إمّا بجهلها أو أنّه صعب و يرهقها، فأضطر لفعل الشّيء بنفسي. صدقيني سيدتي نور إني أقضي نهاية الأسبوع في الأعمال المنزلية، وأدخل معها المطبخ أساعدها حتّى تحضر الطّعام، هذا بالإضافة إلى عدم اهتمامها بنفسها، فأنا لا أعرف إن كنت تزوجت امرأة أو رجل، لقد جرّبت معها كل الوسائل ولا فائدة، أنا الآن أفكّر جديا في الزّواج بأخرى، لأنّها لا ترضيني ولا تهتم بي ولا ببيتي فهل أنا محق في ذلك. عادل/ حاسي مسعود الرد: ستة أشهر وتفكّر في الزّواج بأخرى، ماذا لو بقيت معها سنوات طوال، إنّك اخترتها وأنت تعلم عيوبها وتعلم أنّها مدللة لا تجيد أعمال البيت، وقد تكون اخترتها لأسباب أخرى كالجمال أو الحب أو غير ذلك، أي أنّك لم تفكّر بعقلك ومع ذلك تسرعت في الإختيار وتسرعت في إتمام الزّواج، وتسرعت الآن في التّفكير في زواج ثان. إنّ فترة 6 أشهر فترة ليست كافية للحكم على فشل الزّواج أو نجاحه، وطالما أنّك اخترت زوجتك بكل عيوبها، فعليك تحمل النّتائج وتبعات العيوب، وعليك أن تكون معها أكثر صبرا لتعلمها أصول الحياة الزوجية وكيفية العناية ببيتها ونفسها والإهتمام بشؤونك، إنّها في حاجة إلى دورات تدريبية مكثّفة تقضيها في بيت والدتها، لتعلمها أمور التّدبير المنزلي وشؤون المطبخ والنّظافة وغير ذلك، أو مع والدتك أو مع أي من أهل الخبرة والحكمة من السّيدات من عائلتك أو عائلتها، ولو أنّك في مرحلة الخطوبة لقلت لك أتركها، لأنّها لا تصلح زوجة، ودعها للأيام والسنين تعلمها، لكنك تزوجتها فتحمل قدرك ولا تشكو، بل كن على قدر المسئولية ولا تهرب من اختيارك، لأنّها اختيارك الذي لم يجبرك عليه أحد. سيدي الفاضل؛ أعد ترتيب حياتك وارضي بما قسم الله لك وكن حازما وتعامل مع زوجتك بشكل أكثر جدية ونبهها لضرورة أن تهتم بنفسها وبيتها وتتصرف كامرأة متزوجة لها حقوق وعليها واجبات، لا كفتاة مدلّلة تعيش فقط بلا هدف، وحين تستنفذ معها كل طرق الإصلاح وقتها يحق لك أن تفعل بحياتك ما تشاء وتتصرّف وفق ما يحلو لك، كأن تطلقها أو تتزوّج بأخرى أو ترضي بما قسم الله، وقتها لن يعتب عليك أحد ولن يلومك أحد، لأنّك لن تكون قد قصّرت معها في شيء، وسيكون وقتها لك الحق كل الحق فيما تريد أو تفعل، فصبرا سيدي الفاضل واعتمد الحلول الجذرية، ولا تركن إلى المسكنات والعلاج المؤقت، بل أعتمد على الحلول الدّائمة والعملية، ولا تبدأ بالحلول التي تراها سهلة فهي سهولة مؤقتة، لا تلبث أن ترى عواقبها فيما بعد، ولا تترك المشاكل معلقة وأطرق كل أبواب الإصلاح وأتعب قليلا، فالزّواج ليس لعبة سهلة أو نزهة للتّرويح، إنّما هو كفاح متصل واجتهاد قد يصادف إخفاقا أو يلاقي نجاحا. ردت نور