يعتبر العقم مشكلة كبيرة تهدد الحياة الزوجية. فما إن تمضي السنة الأولى أو الثانية من الزواج من دون أن يرزق الزوجان بمولود حتى تتوتر أعصاب الزوجين ومعهما الأهل والأقارب. وتدخل الأسرة في دوامة قد لا تنتهي من المشاكل. وبطبيعة الحال، وكما هو معروف في مجتمعنا، أول ما تتجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المرأة مع أن الطب اثبت انه في العقم يخص الزوجين و هو مرض عائلي و ليس المرأة لوحدها. وهي هذا السياق و في لقاء مع البروفيسور السعيد كابوية مختص في أمراض النساء أكد أنه لا يزال الرجل الجزائري يملك الاعتقاد أن المرأة المتسببة في حرمانه من الأطفال ، و في نفس الوقت الكثير من حالات العقم يمكن التغلب عليها عبر تقنية "التلقيح الاصطناعي" في الرحم لمواجهة حالات العقم، التي يعتبرها الطب انتصارا شبه نهائي على بعض الأنواع، موضحا أن 20 بالمائة من الأزواج العقيمة تلجا إلى هذه التقنية التي تكون عن طريق عملية جراحية عادية بغض النظر عن بعض الحالات التي اعتبرها البروفيسور كابوية بالمعقدة .و هذه العمليات تكون بعد الفحص و التحليل بالمنظار لمعرفة و الكشف عن أسباب تعطيل الحمل .و عن نسبة نجاح التلقيح الاصطناعي في الجزائر أكد البروفيسور كابوية انه في حقيقة الأمر أن نسبة الإنجاب عند الإنسان في حالته العادية لا تفوق عن 25 بالمائة و التلقيح الاصطناعي لا يمكن أن يكون أكثر من النسبة التي حددها الله عز و جل مشيرا إلى أن الحد الأدنى لنجاح التخصيب الاصطناعي في أحسن مركز في العالم قدرت ب35 بالمائة .و إن تنخفض نسب نجاح التلقيح الاصطناعي بالرجوع إلى سن المرأة اقل من 40 سنة .و أوضح البروفيسور كابوية انه هناك حالات كثيرة من العقم التي يمكن علاجها بالأدوية كوجود ضعف بسيط في الحيوانات المنوية ، حيث تقوم الزوجة بأخذ أدوية معينة بغية الحصول على أكثر من بويضة واحدة وفي يوم معين من الدورة الشهرية تؤخذ عينة من السائل المنوي للزوج وتحضر في المختبر بطريقة خاصة لفصل أكثر الحيوانات المنوية نشاطا. ومن ثم تحقن داخل رحم الزوجة . و أشار البروفيسور كابوية رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي أن أطفال الأنابيب علاج يستخدم بعد الفحوصات الدورية للزوجين حيث تسحب البويضات خارج الجسم عن طريق عملية بسيطة ثم تخلط هذه البويضات مع الحيوانات المنوية المنتقاة من الزوج. و بعد ذلك تفحص البويضات ويتم اختيار تلك التي تلقحت وتحولت إلى جنين ويتم وضعها في داخل الرحم. و شرح لنا البروفيسور كابوية طريقة الحقن المهجري التي أكد أنها تكون في حالة وجود ضعف شديد في الحيوانات المنوية عند الرجل و يجدر الذكر أن هذه الطريقة هي من انجح العلاجات وتلزم في معظم حلات العقم.و تعتبر هذه الطريقة مشابهة لطريقة طفل الأنابيب السابق ذكرها مع فرق واحد وهو أن الحيوان المنوي يتم حقنه مجهريا داخل البويضة لزيادة احتمالات النجاح. هذه الطريقة يمكن استخدامها بنجاح حتى في حالة وجود عدد قليل جدا من الحيوانات المنوية ولو كانت بعدد أصابع اليد. و أضاف البروفيسور كابوية أننا لا يمكننا إنكار وجود بعض الحالات المستعصية من العقم التي لا يمكن علاجها كعدم وجود رحم أو عدم إنتاج بويضات عند المرأة، وكذا وجود فشل في الخصية او انسداد في القنوات المنوية عند الرجل . و أضاف محدثنا البروفيسور كابوية أن موانع الحمل لا تسبب حالات السرطان في الرحم و الثدي بل 70 بالمائة من حالات السرطان سببها فيروس الذي يكون في رحم المرأة ، مشيرا إلى أن عند فئة قليلة من النساء حبوب منع الحمل تساعد في الكشف عن ظهور السرطان و بذلك هناك حالات الإصابة قليلة للفئات المعنية بسرطان في البيض . ونفى البروفيسور كابوية أن تتسبب موانع الحمل في العقم لان حبوب منع الحمل لها فعالية في مرحلة شربها و ليس لديها انعكاسات صحية و بمجرد التوقف عن شربها تعود أجهزة المرأة تعمل في اقرب وقت و بصفة عادية .