خرج آلاف الطلبة في مسيرة بالعاصمة، مطالبين بتسوية مشكل الشهادات التي أثارت جدلا في الآونة الأخيرة مع الوزارة الوصية، وقد تصدت قوات مكافحة الشغب إلى المسيرة غير المرخصة، لمنع حشود الطلبة من التوجه إلى مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية. استطاع مئات الطلبة القادمين من مختلف جامعات الوطن، وبالأخص جامعات ومعاهد تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبويرة، ووهران والعاصمة، كسر قرار حظر المسيرات بالعاصمة، حيث احتشد المئات منهم بساحتي البريد المركزي والأمير عبد القادر بقلب العاصمة، محاولين السير نحو رئاسة الجمهورية بالمرادية، إلا أن مصالح الأمن التي طوقت المكان، تمكنت من سد كل المحاور الرئيسية والمنافذ المؤدية إلى الرئاسة، مما جعل الطلبة ينقسمون إلى أفواج، بعضهم اتجه نحو ساحة موريس أودان باتجاه قصر الشعب وفوج آخر حوصر من قبل قوات مكافحة الشغب بساحة البريد المركزي، إلا أن المئات ممن استطاعوا كسر الطوق الأمني على مستوى قصر الشعب تمكنوا من التقدم نحو رئاسة الجمهورية، ما نتجت عنه احتكاكات مع قوات الأمن خلفت بعض الجرحى في صفوف الطلبة. ويحمل الطلبة المؤطرون من قبل التنسيقية الوطنية المستقلة للطلبة، مطالب بيداغوجية تتمثل أساسا في إعادة النظر في تصنيف بعض الشهادات ومراجعة النظام التعليمي برمته. كما أبدى جموع الطلبة عدم رضاهم، عن النتائج التي خلصت إليها الندوة الوطنية التي نظمتها وزارة التعليم العالي مؤخرا لدراسة المشاكل البيداغوجية التي كانت محل احتجاج الطلبة طيلة الأسابيع الماضية، إلا أن الملاحظ في الحركة الاحتجاجية لنهار أمس، أنها لم تخل من مطالب سياسية وشعارات يمكن القول إنها بعيدة عن المشاكل المطروحة في الحقل الجامعي. وقد عاشت العاصمة أمس، أجواء اضطراب جراء الحركة الاحتجاجية لطلبة »احتلوا« الشوارع الرئيسية، منها البريد المركزي، شارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي، وساحة قصر الشعب، وكان ذلك واضحا من خلال اختناق حركة المرور، ورغم الأعداد الهائلة للطلبة، إلا أن مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب التي انتشرت بقوة في كل المنافذ والمحاور بقلب العاصمة، تمكنت من التحكم في الوضع وتعاملت بسلاسة مع المتظاهرين، حيث لم تعمد إلى استخدام القوة، بل عملت على تأطير المتظاهرين ومسايرتهم في محاولة لتجنب الانزلاق نحو الأسوأ خاصة وأن عدد المحتجين لم يكن بالقليل. من جهة أخرى، تمكن المبعوث الأممي لحرية التعبير الذي يزور الجزائر منذ أول أمس، من الحديث مع عدد من الطلبة على مستوى البريد المركزي، واستمع لانشغالاتهم ولاحظ كيفية تعامل قوات الأمن مع المحتجين قبل أن يستكمل جولته في شارع العربي بن مهيدي. معلوم أن الجامعة الجزائرية تشهد منذ أسابيع حركة احتجاجات من قبل الطلبة كانت بدايتها ضد نظام »أل م دي«، والمطالبة بإعادة تصنيف الشهادات وغيرها من المطالب، وبعد مفاوضات تم تنظيم ندوات جهوية انتهت بندوة وطنية بمشاركة الطلبة وممثليهم لدراسة كافة المطالب المرفوعة، وهو ما نتج عنه توقيف الحركة الاحتجاجية، إلا أن التنسيقية المستقلة للطلبة لم تقتنع بالحلول المقترحة، ونفذت تهديداتها بالخروج إلى الشارع.