المعتقل عبد الرحمن هواري يعاني من ارتجاج في المخ وفقدان الذاكرة وكان يتبول في الفراش تكشف وثائق سرية لوزارة الدفاع الأمريكية، سربها موقع ''ويكيليكس'' عن الجانب الخفي من الفضاعات التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في حق مئات المعتقلين في غوانتانامو، منهم جزائريين، أحدهم جرى اعتقاله سنوات دون أي تهمة تذكر، رغم إصابته بأمراض مزمنة ومعاناته من تخلف عقلي بسبب صدمة في الدماغ، جعلته فاقدا للوعي والتركيز ويعاني من التبول اللاإرادي. وتبين وثائق سرية للبنتاغون الأمريكي، مؤرخة في 27 جوان 2004 تحوز ''النهار'' على نسخ منها، بأن المعتقل الجزائري في غوانتانامو عبد الرحمن هواري، البالغ من العمر 31 سنة، لم يكن يواجه أي تهمة تذكر، وفق ما تبينه تقارير مفصلة عنه من إعداد وزارة الدفاع الأمريكية، حيث تعترف هذه الأخيرة، صراحة، بأن هواري كان يعاني من صدمة كبيرة، إثر تلقيه ضربة في مقدمة الرأس أصابت المخ بارتجاج، دون الكشف عن المكان والظروف التي أصيب فيها. وتضيف الوثائق أن هواري الذي كان يحمل اسم المعتقل رقم 000070 تعرض لعلاج نفسي خلال فترة اعتقاله في غوانتانامو إلى غاية 24 جوان من سنة 2004 موضحة أنه كان يعاني من صعوبة في الفهم وعسر في النطق، جراء تدهور حالته الصحية، كما أنه كان يعاني من صعوبة في الحركة، وهو ما تسجله وثائق البنتاغون، التي تعترف بأن هواري كان يتبول بشكل لا إرادي، ويمارس عادات سيئة مثل التعري أمام الملأ وممارسة العادة السرية، بسبب ما لحق بجهازه الحسي وما أصيب به من مرض واختلالات نفسية. وأجمعت توصيفات تقرير وزارة الدفاع الأمريكية للحالة النفسية والصحية للجزائري عبد الرحمن هواري، على أنه كان يعاني من اختلالات نفسية وعقلية، غير أن ذلك لم يمنع كبار المسؤولين العسكريين في الولاياتالمتحدةالأمريكية من التوصية باستمرار حبسه واعتقاله إما في غوانتانامو أو في مكان آخر في دولة أجنبية. وبعكس الكثير من معتقلي غوانتانامو، فإن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية حول الجزائري هواري خلا من أي تهمة، حيث لم يرد في سجله المكون من صفحتين، عدا ملاحظات حول وضعه الصحي والتوصيات باستمرار فترة اعتقاله، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول الخروقات التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية بالجملة ضد حقوق الإنسان.