كشف الحاج صالح، رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، أنه سيتم قريبا إطلاق موقع على الأنترنت بالعربية، يستفيد منه جمهور المثقفين والمواطنين، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة التنسيق والتنظيم بين حكومات العرب، باعتبار مشرع الانترنت العربي مشروع حضاري، نظرا لشموليته وإمداده بكل ما يحتاج إليه المواطن العربي من أحدث المعلومات العلمية والتقنية وغيرها ذات الأبعاد الثقافية الواسعة. وحسب تصريحات الدكتور الحاج صالح، يهدف المشروع إلى جمع التراث العربي، وأهم ما ينتجه الفكر العالمي من بحوث ونظريات وأفكار علمية جديدة، منقولا إلى العربية بحيث يسهل الحصول على المعلومات في وقت وجيز، كما يمكن للتلاميذ والطلاب الاستفادة منه لفهم دروسهم. كما يمكن من الاطلاع على الحياة العامة للشعب العربي من مختلف البلدان وعلى الاستعمال الحقيقي للغة العربية خاصة. وعن كيفية اختيار النصوص المرشحة للنشر على الشبكة، أوضح أن العملية تشمل جميع الميادين، شريطة أن يكون صاحب النص عالما مشهورا، وما نشره له قيمة من القيم الثقافية. وفيما يخص النصوص الحديثة هناك ما سيتم أخذها مما تنشره الصحف العربية من المقالات والموائد المستديرة وغير ذلك من النصوص الحية باعتبارها صورة وافية لكل مايحدث في حياة العرب وأحوالهم في مجتمعاتهم. وقد أكد ذات المتحدث ل "النهار" أنه سيظهر عن قريب موقع على الانترنت، إذ بلغ الحجم الكافي من النصوص المحررة أو المنطوقة في أي مجال ويخص بالذكر اللغوي وواضع المصطلحات التي سوف يتعرف من خلال الذخيرة على الشائع من المصطلحات، وعلى النادر منه في الاستعمال واكتشاف الخطأ اللغوي، وذلك في جميع البلدان العربية، من خلال استفتاء جمهور المثقفين عن صلاحية لفظ تصغه لمفهوم جديد، فإذا أقبلوا عليه استعملوه من دون تردد. وأضاف أنه لا يمكن تصور إنجاز أي معجم تاريخي للغة العربية إلا بالرجوع لهذه الذخيرة. هذا وأرجع الفضل لوزارة الخارجية الجزائرية، التي ساعدته في تقديم المشروع إلى المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية والتي رحبت به في 19 سبتمبر 2004 وطلبت بعد ذلك من كل دولة إذا وافقت على المشاركة أن ترشح ممثلا لها يكون مسؤولا عن إنجاز المشروع في بلده، فرشحت 18 دولة عربية ممثلا لها ونظمت الإدارة الثقافية للجامعة اجتماعا لهؤلاء الممثلين انعقد بالجزائر في 2006 وتم إقرار الأعضاء للهيئة العليا، بحيث تشرف على تخطيط وتنسيق المشروع، موضحا في نفس السياق، أن العمل المشترك انطلق بالفعل وبحماس عظيم وستمتد المراحل الأولى إلى 5 سنوات وتحتوي على كل ما يمكن عمله لإنجاز المشروع، فمن ذلك إنشاء لجنة وطنية في كل بلد تتكفل بإنجاز حصة من المشروع، والمبدأ هو تطوع المؤسسات العلمية في كل بلد. كما تأسف لحال جامعة الدول العربية التي لا تريد تمويل مثل هذه المشاريع، لأنها تجهل أن المشروع إذا وزع على كل دولة سيكون التمويل بسيطا، ولأن ضخامة العمل لا تسمح لأي مؤسسة بالتكفل بإنجازه وحدها بل ولا البلد الواحد من البلدان العربية لذلك خرج الاجتماع الأخير المنعقد بالإمارات خلال الشهر الفارط، بجملة من التوصيات أهمها: التمويل الذاتي، الذي اعتبره الدكتور الحل الوحيد، بحيث تكون كل دولة حرة في حيازة المختار من إنتاجها العلمي والتراثي في الذخيرة ونقل بعض ما ينشر يوميا من المقالات، شرط ماتختاره دولة من عمل لا يتم اختياره من دولة أخرى. وعن العوائق التي تواجه المشروع، ذكر الحاج صالح، أن هناك بعض الدول التي لم تفهم جيدا المشروع، وبعضها اكتفى برد المشروع لجهة من الجهات، ومنهم من تجاهل الأمر لسبب من الأسباب، مضيفا أن المشروع موجه للحكومات التي تقرر وتمول الصحة من العمل. وما يؤسف له هو غياب العمل المنظم والمنسق بين حكومات العرب، في مثل هذه المشاريع الموحدة التي تتطلب إشراكا لأكثر المؤسسات العلمية الموجودة في الدول العربية. وعليه، فالمشروع عمل عظيم واللغة هي المنطق باعتبارها وعاء لتراثنا وثقافتنا وتجليات إبداعنا المعرفي قديمه وحديثه.