أكد رئيس مجمع اللغة العربية عبد الرحمن الحاج صالح أن مشروع الذخيرة العربية صار مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية، واعتبر المبادرة فوز عظيم للجزائر التي يعود لها الفضل في إطلاق هذا المشروع.. وقال الدكتور خلال كلمة ألقاها أمس خلال افتتاح الاجتماع الرابع للهيئة العليا لمشروع الذخيرة العربية أن هذا الأخير وسيلة من وسائل تطور الأمة ورقيها، خاصة في ظل اكتساح العولمة المفروضة علينا وعصر الاتصال التكنولوجي الفوري وعصر المشافهة في جميع الميادين الحيوية. وأضاف أن اكتساب المعارف العلمية والمعلومات الاستراتيجية يعتبر أساس كل أمة ولا بقاء لها إلا بها وبالإطلاع على تطورها، مشيرا أيضا إلى ضرورة استيعاب مختلف اللغات كونها ذو قيمة حاصلة بما تنقله من معلومات من تراث علمي وديني وأدبي ومن معلومات جديدة ينتجها أصحابها يمكنها أن تتفوق هذه الأخيرة على سابقتها لأن الناس يتهافتون على المعلومات المفيدة علميا وتكنولوجيا، واللغة الأكثر إنتاجا لهذه المعلومات يقول الدكتور هي التي تسود. من جانب آخر شدد عبد الرحمن الحاج صالح على الأهمية القصوى للإطلاع على ما جد من جديد في العلوم والتكنولوجيا، كون العمل بغير ذلك يعتبر سببا في تسلط الغير علينا على الرغم بكل ما يصرحون به من احترام حقوق الإنسان، مؤكدا في ذات السياق وجود الملايين من المواطنين العرب يعجزون عن استغلال هذا الجديد لأنهم لا يتقنون اللغة الانجليزية أو الفرنسية، وهو ما يمنع وصول هذه المعلومات إلاّ بعد مرور عشرات السنين، إذ يكون تجاوزوا في الخارج هذا المستوى وجد جديد أخر أرقى وأعظم.. وكل هذه الأمور حسب رئيس مجمع اللغة العربية جعلتهم يفكرون في وسيلة ناجعة تمكن هؤلاء المواطنين من أن يتحصلوا على ما ينقصهم وهو الأمر الذي يُشكل خطرا على مستقبل الأمة العربية، ولهذا يقول فكرنا في جعل الأنترنيت يستجيب لكل سؤال يطرح عليه باللغة العربية، حيث سينطبق ذلك إلى جانب كل ما هو جديد على التراث العربي، كما سيستفيد التلميذ الصغير من هذا المشروع لأن المدرسة والجامعة ومركز البحث قد لا تكفي في التكوين وإكساب المعارف ولابد من دعمها دعما شاملا، ولن يكون ذلك يضيف إلا بالشابكة العربية. من جهته أكد ممثل المنظمة العربية للتربية، والثقافة والعلوم ومدير الموسوعة العربية السيد محمد صالح الجابري أنه على الأمة العربية العمل على تحقيق مشروع الذخيرة العربية كونه يعد مشروعا قوميا أضحت الأمة العربية بحاجة إليه بهدف التعريف بإنجازاتها ومكتسباتها الحضارية وإبداعاتها وإسهاماتها المختلفة في مجالات المعرفة، إلى جانب مواكبة منجزات الحضارة البشرية في مختلف اللغات والأصقاع بهدف يواصل المتحدث إغناء معارفنا والارتقاء بها وتوفير مراجع ومصادر يستفيد منها كل مثقف وراغب في المعرفة. وأكد محمد صالح الجابري أن الدول العربية تسهر على إنجاز العديد من المشروعات الثقافية والمعرفية والعلمية في مستواها القطري، وقد أوكلت مهمة إنجاز الموسوعات والدخائر والمراجع الحضارية والثقافية إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حيث عملت على وضع استراتيجيات تهدف إلى توحيد الرؤى في مجالات عملها وانتهاء بإصدار موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين في 50 مجلدا، وكتاب حول تاريخ الأمة العربية في 12 مجلدا وجغرافية وطن عربي. ودعا المحاضر إلى توحيد الجهود العربية وتمويل ضخم وإرادة سياسية عربية كون مشروع الذخيرة العربية لا تكفيه مؤسسة واحدة لإنجازه، حتى لا يفقد صفته القومية التي هي الضمان لشرعيته ومشروعيته .