قال الأستاذ العايب حسن باحث في الشؤون الإستراتيجية، أنه ليس هناك وجود لما يسمى بالأمن القومي العربي وهذا الأخير يوجد أمام تحد كبير وخطير، أمام القوى الأمريكية والأوروبية التي تسعى لفرض تواجدها بكل الطرق في المنطقة لحماية مصالح إسرائيل على حساب أمن الدول العربية وجعلها مشتتة دائما، لمنعها من تحقيق أي تكامل عربي عربي. وأضاف الخبير في الشؤون الإستراتيجية أمس، خلال تنشيطه لمحاضرة تحت عنوان ''إشكالية الأمن القومي العربي''، بمركز البحوث الأمنية والإستراتيجية بالعاصمة، أن الأمن القومي العربي يوجد في خطر كبير، ومهدد حاليا ومستقبلا من قبل الدول الكبرى في العالم، كما تم تشتيته سابقا خلال الفترة الاستعمارية من قبل الاحتلال. وأوضح الأستاذ في العلوم السياسية، أن الدول العربية ومن بينها الجزائر، تملك مؤهلات اقتصادية، اجتماعية وطبيعية لكن بالمقابل لا توظفها، وتفتقر حاليا إلى آليات معينة للحفاظ على أمن المنطقة، خصوصا مع الأطماع الاستعمارية للدول الكبرى لاستنزاف الاقتصاد العربي، حيث ذكر الأستاذ الباحث أن الاتحاد الأوربي يسعى في المنطقة العربية إلى الحفاظ على الإرث التاريخي الاستعماري، وأمريكا تحاول خدمة مصالحها الاقتصادية وحماية الدولة الإسرائيلية، وروسيا لتوسيع سوق السلاح في المنطقة باعتبارها الدول العربية الزبون الأول للسلاح الروسي، أما الصين فتسعى لتوسيع سوقها التجارية في العالم العربي. وأكد الأستاذ، أن الوطن العربي يعاني من واقع التجزئة، إلى 22 دولة تختلف في أنظمتها السياسية، ولديها نزاعات حدودية التي هي وليدة الدول الاستعمارية، كما أنه لديها تشابك أسري وقبلي، والمثال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية الذي ما يزال قائما، نتيجة تلاعب الدول الكبرى بالملف، وإشكالية دولة إسرائيل في المنطقة التي لاتزال تؤدي دورها، لإيمانها بالسلم المسلح. وقال الخبير في الشؤون الإستراتيجية، أن إهمال التكامل العربي ولّد التبعية الاقتصادية للآخر، في مجال الغذاء وتراكم المديونية، واعتمادها على التسلح من الاستيراد من الدول الكبرى وتخصيص له مبالغ ضخمة مما أدى إلى ارتفاع فاتورة التسلح، ولهذا فإن الأمن العسكري والوطني للدول العربية يبقى يعاني من التبعية الحادة للدول الكبرى. وخلال النقاش، اتفق أساتذة العلوم السياسية والباحثون في الشؤون الإستراتيجية وعقداء عسكريون متقاعدون على رأسهم الوزير السابق عبد الرحمن بلعياظ، مما جاء على لسان الأستاذ المحاضر، على عدم وجود أمن قومي عربي وتهديديه من الدول الكبرى، ووقوف العرب بأنفسهم في وجه تحقيق الأمن- على غرار ما أدلى به عبد الرحمن بلعياظ- بأن العرب صعب عليهم الاتفاق لأنه لا يوجد أصلا أي تفكير في هذا الشأن، وهناك عدة مفارقات وعلاقة قوة استبداد في الدول العربية، كما انتقدوا دور الجامعة العربية في المنطقة، حيث طالبوا بإعادة مراجعة عملها أو دعوة الجزائر إلى الانسحاب منها لأنها لم ولن يكن لها دور، سواء في الماضي وحاليا أو في المستقبل.