السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة أبلغ من العمر28سنة أعيش حياة كئيبة، أعيش بمظهر أنثى وداخلي ذكر لا أشعر بانتمائي لعالم الأنوثة، ولا أحب مجالستهم، عشت منذ طفولتي وهذا الإحساس يلازمني، كثيرا تعقدت أثناء دراستي، لكوني لم أستطع التكيف مع الإناث إلى أن وصلت المرحلة الجامعية بعد عناء، ولكن كانت الفترة الأصعب في حياتي وتركت الدراسة في هذه المرحلة. كانوا أهلي وأقاربي يقولون فلانة رجل، وكنت أسمع هذا الكلام منذ طفولتي، تعاطيت التدخين منذ سن الثامنة ومازلت إلى هذه اللحظة، كنت ألبس ملابس أخي، وكنت أحب ألعاب الذكور كلعب الكرة إلى هذه اللحظة، مع العلم أن البنات في منزلنا كانوا أكثر من البنين. وصلت مرحلة البلوغ وأتت الدّورة الشّهرية، بدأت أتضايق منها كثيرا، أكره شكلي ومظهري مع العلم أن مظهري الخارجي كالبنية الجسمية والحركات والتصرفات تدل على أنني ذكر لدرجة أنني عندما أكون مع البنات، أتضايق من نظراتهم لي وتصرفاتهم والبعض يقول فلانة "مسترجلة" فأنا لست كذلك، لا والله وإنما أعيش عذاب يكوي قلبي كل لحظة، وأدعو الله أن يفرج همي، أبكي عند سماع المؤذن، كم أتمنى يا سيدة نور الصلاة في المسجد، أبكي شوقا للذهاب إليه، ولكني لا أرتدي الحجاب لأنّي لست أنثى كي أرتديه! صارحتني إحدى صديقاتي بأنّها تتأثر عندما تراني، لأنّها ترى معالم الذّكر الذي تطغى على أنوثتي. فتضايقت كثيرا من كلامها، فأنا يا سيدة نور، أعيش حياة مهمشة لا أستطيع العيش في هذا الوضع، أريد أن أتزوج وأعيش حياتي أزور بيت الله وأحج وأعتمر دون قيود، فأنا أشعر بأنّني ذكر وأعضائي أنوثية ماذا أفعل؟ وما هي مشكلتي؟ أريد أن أرتاح فأنا في عذاب، أرجو منك إفادتي بما يلزمني فعله ولك ألف شكر. الرد: عزيزتي؛ لقد خلقنا الله تعالى وجعلنا من جنسين مختلفين، لكل منهما احتياجاته والسّلوك الخاص به، حيث يتميز عن الجنس الآخر، إلاّ أنّه قد تظهر أحيانا على الطّفل إحساس بأنّه أنثى فيميل لملابسها وألعابها وكذلك الطّفلة قد تشعر بأنّها ذكر في جسد أنثى وتميل لحياة الذكور وملابسهم وألعابهم وهذا ما يعرف باضطراب الهوية الجنسية. ويظهر هذا الإضطراب عند المراهقين والبالغين بأعراض مثل الرّغبة الصّريحة في أن يكونوا من الجنس الآخر، أو الرغبة في أن يعيشوا أو يُعاملوا على أنّهم من الجنس الآخر. عزيزتي؛ أشعر بحجم معاناتك والضّغط النّفسي الذي تعيشينه، والألم الذي بداخلك، لكونك غير قادرة على التّأقلم مع المجتمع وأنت بهذه الحالة، لذا أنصحك بزيارة الطبيب النفسي في أقرب فرصة، الذي سيحدّد لك العلاج المناسب الذي يريحك ويخلصك ممّا أنت فيه بإذن الله. ردت نور