مباشرة بعد إعلان الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عن اختيار قائمة تضم خمسة مدربين ستختار لجنة الترشيحات التي عينتها واحدا منهم ليكون خليفة للناخب الوطني المستقيل عبد الحق بن شيخة، بدأ الحديث عن الألماني يورغن كليسمان والبرازيلي كارلوس دونغا، البوسني وحيد حليلوزيتش، الفرنسي فيليب عمر تروسي والأرجنتيني ''خوسي بيكرمان''، كأبرز المرشحين لقيادة المنتخب الوطني الجزائري في الوقت الحالي من أجل تأهيله إلى نهائيات ''كان 2013'' ومونديال 2014 المقررة في البرازيل. كلينسمان الأغلى ب22 مليارا سنويا دونغا ب7,8 مليار وبيكرمان الأقل ب4,5 ملايير بالإضافة إلى محاولة تحقيق المعجزة وإيصال رفقاء زياني إلى كأس إفريقيا المقبلة في 2012 بغينيا الإستوائية والغابون، لكن بغض النظر عن الأهداف المسطرة فالمدربون الأجانب لن يأتوا إلى الجزائر من أجل التحدي الرياضي لوحده لأن هؤلاء لديهم تاريخ في كرة القدم العالمية والسبيل الأقرب للإتفاق معهم يبقى لغة الأموال، وهو ما يجعل مهمة ''الفاف'' صعبة جدا لأن ''الهدرة معاهم بالمليار'' حسبما رصدته ''النهار'' من خلال الإطلاع على الرواتب التي تلقاها هؤلاء مع المنتخبات والأندية التي دربوها سابقا. ''كلينسمان'' كان يتقاضى 22 مليار سنتيم مع ''المانشافت'' فمدرب مثل ''يورغن كلينسمان'' مفاجأة قائمة لجنة ''الفاف'' درب منتخب بلاده ألمانيا في الفترة بين 2004 و2006 وقادهم إلى المركز الثالث في نهائيات كأس العالم وأيضا كأس الكنفدراليات التي أقيمت في بلاده في 2006 مقابل راتب سنوي يقدرب بمليوني يورو، أي ما يعادل حوالي 22 مليار سنتيم بالعملة الجزائرية حاليا، حيث كان يتقاضي شهريا مع منتخب الماكنات الألمانية 160 ألف يورو أي حوالي 8,1 مليار سنتيم، وهو مبلغ ليس بالقليل لمدرب عالمي قاد بعدها نادي ''بايرن ميونيخ'' الألماني في الفترة بين 2008 و2009 ليستقيل بعدها لسوء النتائج ويقرر الإبتعاد عن الملاعب ثم يعود للعمل في كندا مع نادي ''تورونتو'' ويعيش مع عائلته في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ''دونغا'' درب منتخب ''السيليساو'' البرازيلي مقابل 7,8 مليار سنتيم أما المدرب البرازيلي ''كارلوس كايتانو بليدورن فيري'' الملقب ب''دونغا'' فقد بدأ مسيرته التدريبية مع منتخب البرازيل براتب سنوي يقدر ب 800 ألف يورو سنويا، أي ما يعادل حوالي 7,8 مليار سنتيم براتب شهري يقدر ب 67 ألف يورو، أي ما يقارب حوالي 730 مليون سنتيم شهريا وقاد البرازيل بعد مونديال ألمانيا 2006 إلى غاية أكتوبر 2010، واستطاع أن ينال مع تشكيلته الثانية لقب ''كوبا أمريكا'' بعدما سحق منتخب الأرجنتين الأول في النهائي بثلاثية نظيفة في 2007 ثم نال لقب ''كأس الكنفدراليات'' في 2009 أيضا مع منتخب البرازيل الأول وقاده بعدها في مونديال جنوب إفريقيا لكنه استقال بعدما طالته انتقادات عديدة وحُمّل مسؤولية الفشل في مونديال 2010 والاقصاء في الربع نهائي على يد المنتخب الهولندي بهدفين لهدف وحيد، وهذا بسبب عدم استدعائه للنجمين ''باتو'' و''نايمار'' إلى صفوف المنتخب البرازيلي وهو حاليا متوقف عن التدريب. حاليلوزيتش الأقرب براتب يتراوح بين 6 و5,6 مليار وفي ما يخص الثنائي ''وحيد خليلوزيتش'' البوسني والفرنسي ''فيليب عمر تروسيي'' قبل إعتذاره فمطالبهما المالية تتراوح بين 6 و5,6 مليار سنتيم أي ما يقارب 600 ألف يورو سنويا، فالمدرب ''حاليلوزيتش'' الذي يعتبره البعض الأقرب لخلافة بن شيخة قد درب منتخب ''كوت ديفوار'' قبل أشهر براتب قدره 505 ألف يورو سنويا أي5,5 مليار سنتيم لكنه اشترط بعدها على المنتخب التونسي 600 ألف يورو سنويا أي 5,6 مليار سنتيم بالضبط، وهو ما يعادل 50 ألف يورو شهريا أي حوالي 500 مليون سنتيم، كما أن سيرته الذاتية كمدرب في فرنسا تجعله الأقرب إلى ''الخضر'' خاصة وأنه من أصدقاء رئيس ''الفاف'' محمد روراوة الذي سيجتمع معه غدا الجمعة للتفاوض. فيما يعد الفرنسي ''فيليب عمر تروسي'' الذي كان البديل المحتمل في حال فشل صفقة ''حاليلوزيتش'' لأن المدرب الفرنسي المسلم يدرب نادي مغمور في الصين حاليا وأجره السنوي 576 ألف يورو أي 2,6 مليار سنيتيم بما يعادل 84 ألف يورو شهريا وهو ما يعادل 500 مليون سنتيم. الأرجنتيني بيكرمان الأقل أجرا ب4,5 ملايير سنويا وبخصوص المدرب الأرجنتيني ''خوسي نيزور بيكرمان'' فيعد أقل المدربين أجرا في قائمة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم حيث سبق له الإشراف على منتخب الأرجنتين مقابل 500 ألف يورو سنويا أي 4,5 مليار سنتيم وهو ما يقارب 42 ألف يورو شهريا أي حوالي 450 مليون سنتيم، كما قاد الأرجنتين لنيل كأس العالم لأقل من 20 سنة ثلاث مرات في 1995 و1997 و2001، و''كوبا أمريكا'' للشباب مرتين في 1997 و1999، كما درب المنتخب الأرجنتيني الأول في مونديال 2006 ولكنه استقال بعدما انهزم أمام أصحاب الأرض ألمانيا بهدف نظيف في ربع النهائي. المدرب العالمي يتطلب الأموال.. ليبي يكلّف أكثر من 31 مليارا وكابيلو يتقاضى 98 مليارا مع انجلترا الأرقام المنشورة تعتبر كبيرة جدا وقياسية بالنسبة لمدربي المنتخب الوطني الجزائري منذ الإستقلال إلا أنها تبقى أقل بكثير من بعض الأجور التي يتلقاها بعض المدربين العالميين حاليا، فمدرب انجلترا ''فابيو كابيلو'' الإيطالي يتلقى حوالي 98 مليار سنتيم سنويا نظير إشرافه على منتخب الأسود الثلاثة، فيما كان مواطنه ''مارسيلو ليبي'' مدربا لمنتخب إيطاليا بما يقارب 31 مليار سنتيم فيما نال مدرب الديوك السابق ريمون دومينيك أكثر من 7 ملايير سنتيم، كما نال ''بول لوغوان'' أكثر من 8 مليار نظير تدريبه للمنتخب الكمروني، بينما نال المكسيسكي خافيير أغيري 14 مليار سنتيم نظير تدريبه منتخب المكسيك أما ''ديل بوسكي'' فيتقاضى 18 مليار سنتيم مع إسبانيا وحتى البرازيلي ''ألبيرتو باريرا'' عمل في جنوب إفريقيا ب15 مليار سنتيم، أما الألماني ''أوتو رياغال'' مدرب اليونان السابق فقد عمل مقابل 10 ملايير، بينما نال مدرب إسبانيا السابق ''لويس أراغونيس'' 5,1 مليون يورو أي ما يعادل حوالي 16 مليار سنتيم. المدرب المحلي... سعدان أعلاهم أجرا أهّل ''الخضر'' إلى المونديال ب5,2 مليار سنتيم سنويا بالمقابل، نجد أن المدربين المحليين لم يسبق لأي منهم أن درب المنتخب الوطني الجزائري بما يفوق ملياري سنتيم سوى رابح سعدان الذي كان وراء وصول الجزائر إلى المونديال في عدة مناسبات وقاد رفقاء بوڤرة إلى آخر مونديال في 2010، ورغم ذلك فراتبه لم يصل حتى نصف راتب حاليلوزيتش أو تروسي، فسعدان كان يحصل على 245 ألف يورو في السنة أي ما يقارب 6,2 مليار سنتيم سنويا و220 مليون سنيتم شهريا، حسب مجلة ''فوتبال فينانس'' واستطاع أن يفعل ما لم يفعله سابقوه الأجانب الذين تعاقبوا على ''الخضر'' وربما لن يستطيع تحقيقه حتى المدربون القادمون.