شدد قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، على أن قوات المؤسسة العسكرية ستتابع تأمين كل أسباب استتباب الأمن في البلاد، وتوفير الأجواء الآمنة لمواصلة مشوار نمائها، بالارتكاز على العلاقة المتينة التي تجمع قوات الجيش بالمواطنين، مشيرا إلى أن قوة التلاحم العفوي والتضامن الشديد بين الجيش والشعب أثناء المحن والكوارث الطبيعية التي عرفتها البلاد، ''وتجلت معها تلك الروح التي لا تزال وستبقى تسكن قلوبنا جميعا جيشا وشعبا''، تمنح قوات الجيش القدرة على مواصلة مهام تأمين البلاد. قال الفريق قايد صالح أمس، في كلمة ألقاها بمناسبة تخرج الدفعة 39 من دورة القيادة والأركان، والدفعة 42 من التكوين الأساسي وكذا الدفعة الرابعة من التكوين العسكري والقاعدي المشترك، بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، أنه من الضرورة السهر على متابعة مجريات وتطور أحداث المرحلة ''العصيبة والدقيقة'' التي تمر بها حاليا القارة الإفريقية والمنطقة العربية القريبة والبعيدة، داعيا إلى محاصرة التأثيرات السلبية لهذه المجريات وتوفير موجبات السلم والأمن محليا وإقليميا. وفي الصدد ذاته، قال قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، إن الأمن والأمان أصبح ملموسا في الجزائر، وسيبقى مطلب ترسيخه أكثر وبصفة نهائية مهمة أساسية وكبرى من مهام الجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع باقي الأسلاك الأمنية الأخرى، من خلال الاستفادة مما جاء به ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ومواصلة جهود مطاردة بقايا الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم ''وعلى أعوانهم من عصابات التهريب والجريمة المنظمة'' - يقول الفريق-، ومحاصرة تحركاتهم محليا وإقليميا، لا سيما على مستوى بلدان الساحل، وأضاف قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، في الكلمة التي ألقاها بحضور الرئيس بوتفليقة وعدد من مسؤولي الدولة، أن دول الساحل تأثرت كثيرا في المجال الأمني، ما استدعى تفعيل وتنشيط جهود التنسيق الأمني ومساعي الانسجام العملياتي بين الجيوش الأربعة للدول المعنية ''في ظل هذه الظروف الاستثنائية''، والوصول بهذه الجهود إلى الدرجات المأمولة التي تم تسطيرها من قبل دول المنطقة. وعلى صعيد التكوين، أشار الفريق قايد صالح، إلى أنه ومن باب الوفاء للمصلحة العليا للجزائر والمحافظة الأبدية على وحدتها الترابية والشعبية وصيانة أمنها الوطني وقرارها السياسي السيد، سيواصل العسكريون مشوار اكتساب المعارف العلمية والفنون العسكرية والتحكم في ناصية التكنولوجيات الحديثة، بما يكفل تعميق مفهوم الاحتراف، مضيفا أنه وبغرض ضمان مصادر الانتقاء المهني الكمي والنوعي المطلوبين لفائدة الجيش، يتواصل جهد العناية والمتابعة للمسار التعليمي والتكويني لمدارس أشبال الأمة، حيث ينتظر أن يشارك منتسبوها في امتحان شهادة البكالوريا بداية السنة الدراسية المقبلة 2011/2012. تخرج أول دفعة للشرطة من الأكاديمية العسكرية تعززت قوات الشرطة أمس، بتخرج 90 ضابطا، تلقوا تكوينا نظريا وتطبيقيا على مستوى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث تعد هذه الدفعة الأولى من نوعها، في جهاز الأمن الوطني، وهي الدفعة التي تكونت ضمن الدفعة الرابعة من التكوين العسكري القاعدي، التي ضمت في صفوفها أيضا فصيلة من الإناث وقوات الدرك الوطني، حيث نفذت البرنامج المسطر لها بصفة كاملة، وأجرت كل الارتحالات والتمارين الميدانية بنجاعة عالية، ونجح كل أفرادها في اجتياز الامتحان النهائي، والحصول على شهادة التكوين العسكري القاعدي المشترك التي تسمح لهم بأن يكونوا في مناصب نواب قادة فصائل مشاة مغاوير.