الجيش ملتزم بتطوير ترسانته العسكرية والقتالية وإعادة فتح باقي ''مدارس أشبال الأمة'' أكد قائد الأركان الفريق فايد صالح، أمس، أن الجيش يتابع التطورات الإقليمية في منطقة الساحل والمنطقة العربية، وجدد التأكيد على ''مواصلة مطاردة من أسماهم ببقايا الإرهابيين وأعوانهم''، والاستمرار في تحديث ترسانة الجيش وتطوير الأداء القتالي لعناصره. قال الفريق قائد صالح، خلال حفل تخرج دفعات الضباط من الأكاديمية العسكرية لشرشال تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إن الجيش ''يتابع تحت قيادة الرئيس بوتفليقة مجريات وتطور الأحداث في المرحلة العصيبة والحساسة التي تمر بها القارة الإفريقية والمنطقة العربية القريبة والبعيدة''، مشيرا إلى سعي قيادة الجيش ل''محاصرة التأثيرات السلبية لهذه التطورات على السلم والأمن المحلي والإقليمي''. وأضاف قائد الأركان أن بلدان الساحل ''تأثرت كثيرا بما أفرزته الأحداث الجارية في منطقة الساحل -يقصد الأزمة الليبية- وانتشار السلاح ومحاولة تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الحصول على جزء من هذا السلاح لاستعماله في زعزعة استقرار الجزائر ودول الساحل''، وشدد على أن ''هذه الظروف الاستثنائية تفرض على الدول الأربع (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) تفعيل جهود التنسيق الأمني ومساعي الانسجام العملياتي بين جيوشها الأربعة''، وفقا لما اتفق عليه بين القيادات العسكرية منذ مارس .2010 وفي نفس السياق، أعلن قائد صالح أن ''الجيش ملتزم رفقة باقي الأسلاك الأمنية بمهامه الدستورية المتعلقة بحماية الأمن والاستقرار الذي تحقق بفعل مزايا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأصبح واقعا في بلادنا نحمد الله عليه''، وشدد على ''مواصلة مطاردة بقايا الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وعلى أعوانهم من عصابات التهريب والجريمة المنظمة، ومتابعة ومحاصرة تحركاتهم محليا وإقليميا، ولاسيما على منطقة الساحل''، في إشارة إلى التحالف القائم على الأرض بين تنظيم القاعدة في الصحراء وشبكات تهريب السلاح والمخدرات والهجرة غير الشرعية. وعلى صعيد آخر، ثمن قائد أركان الجيش التزام الرئيس بوتفليقة بدعم مسعى تحديث الجيش وتطوير ترسانته العسكرية والبشرية، وتعزيز قدراته القتالية، مشيرا إلى التحول النوعي في منظومة التكوين العسكري لأفراد الجيش منذ عام 2007، موضحا أن هذا المسعى يهدف إلى ''المحافظة على المصلحة العليا للجزائر ووحدتها الترابية والشعبية وصيانة أمنها الوطني وقرارها السياسي السيد''. ووعد الفريق فايد صالح بإعادة فتح باقي ''مدارس أشبال الأمة'' الموزعة على كافة المناطق في وقت لاحق، بعد إعادة بعثها مجددا منذ عام 2009 بفتح أولى مدارسها في وهران، والتي سيجتاز منتسبوها السنة المقبلة شهادة البكالوريا، ما سيمكن كل أبناء الجزائر من فرصة الانتساب إلى هذه المدارس. وشدد المسؤول العسكري على العلاقة الحميمية بين الجيش والمواطنين، مشيرا إلى أن هذه العلاقة تكرست في عديد من المرات في المحن والعمليات التضامنية التي شهدتها الجزائر خلال الكوارث، قائلا إن ''هذه الروح ستظل تسكن قلوبنا جميعا، جيشا وشعبا''. وحضر حفل التخرج الوزير المنتدب للدفاع الوطني عبد المالك فنايزبة وعدد من وزراء الحكومة، وعرف تخرج -للمرة الأولى- فصيلة من الإناث وقوات من الأمن والدرك الوطني، وعدد من الضباط من فلسطين وسوريا والنيجر، واختتم بتقديم لوحات استعراضية وقتالية وتمارين عسكرية برية وبحرية.