قالت شركة "نيوز انترناشونال"، مالكة صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد"، إنها قرّرت إغلاقها بعد صدور العدد المقبل الأحد، لتنهي بذلك مسيرة واحدة من أقدم الصحف البريطانية وأوسعها انتشارا، بسبب فضائح التنصت على الهواتف الخلوية من قبل الصحيفة والجدل الواسع حولها. وقال جيمس مردوخ، مالك "نيوز انترناشونال": "لقد تلطخت الصحيفة بهذه الفضيحة، ولم يعد لها مكان في شركتنا". وكانت الصحيفة قد ظهرت للمرة الأولى قبل 168 سنة، ويتابع أكثر من 2.5 مليون قارئ عددها الأسبوعي الذي يصدر الأحد. فبعدما تنصتت الصحيفة على هواتف الساسة والمشاهير والأثرياء، تفجرت فضيحة أخلاقية جديدة، أدت برئيس الوزراء ديفيد كامرون نفسه إلى وصفها بأنها "مريعة ومقززة"، فقد رفع النقاب عن أنها تنصتت أيضا على هاتف فتاة تدعى "ميلي داولر" 13 عاما، كانت قد اختطفت في مارس 2002، وعثر على جثتها في سبتمبر من العام نفسه. وعُلم أنها محت رسائله الصوتية، وأن ضمن ما مُسح أدلة جنائية كان بوسعها إلقاء الضوء على جريمة قتلها. وعُلم أيضا أن القائمين على شؤون الصحيفة قدّموا "رشاوٍ" لعدد من ضباط الشرطة المحققين في جرائم القتل والعمليات الإرهابية، بغرض الحصول منهم على معلومات حصرية لعناوينهم الرئيسة. ويوم الخميس كتبت صحيفة "ديلي تليغراف"، بأن "نيوز أوف ذي ويرلد"، تنصتت أيضا على أقارب العدد الأكبر الممكن من قتلى حرب أفغانستان. وبلغت خطورة الأمر إلى حد أن شركات كبرى أعلنت عن فسخ تعاقداتها الإعلانية مع الصحيفة "على أسس أخلاقية". كما تلقت ضربة موجعة أخرى بإعلان إحدى أكبر الجمعيات الخيرية، وهي "العصبة البريطانية الملكية"، أوقف شراكتها معها. وبينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، عن تأييده تشكيل لجنة مستقلة عن الحكومة والشرطة للتحقيق في ممارسات "نيوز أوف ذي ويرلد"، قالت "سكوتلانديارد" إنها ستبدأ من جانبها التحقيق في المزاعم القائلة إن بعض ضباطها تسلموا مبالغ من الصحيفة مقابل تقديمهم معلومات عن الجرائم الكبيرة. ويقال إن عددا من هؤلاء تورطوا في هذا الأمر خاصة في الفترة 2003 - 2007.