اقتحم العشرات من سكان مدينة سيدي عقبة ببسكرة زوال أمس، مقر مؤسسة سونلغاز وعاثوا فيه فسادا، حيث تعرضت العديد من الأجهزة ومحتويات الوكالة إلى الإتلاف والتخريب موازاة مع غلق الطريق الوطني رقم 83 الذي يقطع البلدية بواسطة الحجارة والمتاريس وإحراق العجلات المطاطية، في حركة احتجاجية على خلفية الانقطاع المتكرر وتذبذب وضعف التيار الكهربائي. وفي نفس التوقيت ولنفس الأسباب، عمد سكان قرية الحراية بلدية عين الناقة إلى قطع الطريق 83 الذي يربطهم ببلدية زريبة الوادي، كما شهدت قرية الزعاطشة ببلدية الحاجب وقرية فرفار بطولقة وفوغالة نفس الأحداث، حيث شهد الطريق الوطني رقم 46 شللا تاما بسبب الحركات الاحتجاجية التي قام بها المواطنون كتعبير عن تذمرهم جراء تدني خدمات سونلغاز -حسبهم- خاصة أن المنطقة تشهد تسجيل درجات حرارة قياسية فاقت 50 درجة. و محتجّون يحرقون مقر ''سونلغاز'' وسيارتها في أولاد جلال أقدم ليلة أول أمس، المئات من سكان مدينة أولاد جلال، 100 كلم جنوب عاصمة الولاية بسكرة، على حرق مقر شركة سونلغاز المتواجد وسط المدينة، كما أقدموا على حرق 5 سيارات مختلفة الأنواع تابعة للشركة. فيما تم دعم قوات الأمن من عاصمة الولاية للتحكم في الوضع، حيث تم توقيف ما لا يقل عن 10 أشخاص -حسب بعض المصادر. وجاءت الحركة الاحتجاجية على خلفية التذبذب والانقطاعات المتكررة، فضلا عن ضعف التيار الكهربائي، موازاة مع تسجيل ارتفاعا لدرجة الحرارة، حيث تراوحت ما بين الأربعين وخمسين درجة خلال الأيام الفارطة، وهو ما تسبب في تذمر المحتجين، ودفع بهم إلى المطالبة بتحسين خدمات الكهرباء من قبل مؤسسة سونلغاز، التي تُرجع المشكل إلى محدودية الكمية المستلمة للولاية، وكذلك تنفيذا للمخطط الوطني الذي اعتُمد من قبل شركة سونلغاز بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم تحمل المولّدات والمحوّلات للضغط الكبير، وهو ما أدى إلى انفجار بعض المحوّلات، كما حدث بإقليم بلدية ليوة منذ نحو ثلاثة أيام. وبين عجز مؤسسة سونلغاز عن توفير احتياجات المواطن من الكهرباء، وتبريرات هذه الأخيرة، يلجأ العديد من المواطنين إلى استعمال مكيفات الهواء بسياراتهم لمرضاهم وأطفالهم الصغار. فيما أصبحت غابات النخيل بالنسبة إلى سكان القرى والمداشر الملاذ الوحيد لهم، ليبقى سكان العمارات وسط المدن الضحية رقم واحد، وأيضا يمكن أن تكون مؤسسة سونلغاز التي تستهلك أغلفة مالية بالملايير، وتعجز عن توفير الكهرباء بشكل مريح للمواطن خلال ثلاثة أشهر، تعتبر ذروة الحرارة في المناطق الصحراوية.