أوقفت مصالح الأمن خلال الاحتجاجات التي تعرفها ولاية الوادي لليوم الثالث على التوالي بسبب الانقطاعات الكهربائية، 22 شابا، فيما أصيب 5 أعوان أمن بجروح متفاوتة الخطورة أثناء عملية تفريق المحتجين في عدد من بلديات الوادي، كما ازدادت حدة التخريب خلال هذه الاحتجاجات التي توسعت لتشمل معظم بلديات الولاية. ففي بلدية الرباح -70 كلم جنوبا- اقتحم المحتجون مقر البلدية وقاموا بحرق الواجهة الأمامية ليتجهوا بعدها إلى حظيرة البلدية، أين حاولوا حرق عدد من السيارات التابعة للبلدية، فضلا عن تخريبهم مقر البريد وإتلاف المكيفات الهوائية بداخله، إضافة إلى تخريب قرابة 24 عمودا للإنارة العمومية، كما لم تسلم دار الشباب هي الأخرى من الحرق والتخريب، حيث تدخلت قوات مكافحة الشغب التي فرقت المحتجين باستعمال القنابل المسيلة للدموع. وفي الجهة الشرقية ببلدية حاسي خليفة استمرت المواجهات بين مصالح الأمن والمحتجين إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة أول الأمس، بعد تخريبهم لمقر البريد ومحاولة حرق مقر الدائرة للمطالبة برحيل رئيس الدائرة، بعدما أغلقوا الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تبسةوالوادي عن طريق إحراق العجلات المطاطية، أسفرت هذه المواجهات حسب مصادر ''النهار'' عن توقيف 10 أشخاص بتهمة تخريب أملاك عمومية والتجمهر غير المسلح بدون ترخيص، ليتم بعدها الإفراج عنهم. أما بلديتا تغزوت وكوينين 70و14 كلم شمالا على مستوى الطريق الوطني رقم 48، فما يزال المحتجون يضربون حصارا مشددا من خلال شلهم حركة المرور منذ يومين وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، بعد إحراقهم للعجلات المطاطية، تذمرا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، أما بلدية تغزوت فقد كان شبابها الأعنف في مواجهاتهم من قوات مكافحة الشغب التي استعملت ليلة أول أمس الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين دون جدوى، حيث جرت مشادات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن إصابة 5 أعوان من الشرطة بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها لمستشفى قمار قصد تلقي العلاج، فيما تم توقيف 8 أشخاص، أفرج عنهم فيما بعد، حيث أقدم المحتجون على تخريب جزء من مقر البلدية ومحاولتهم إحراق مقري البريد والمصلحة التجارية لسونلغاز التي تعمل تحت إجراءات أمنية مشددة، أما ببلدية قمار المجاورة لها فقد تم توقيف 4 شباب وإيداع 2 منهم الحبس المؤقت بتهمة تخريب منشآت عمومية، بعد أحداث الشغب ليلة أول أمس، عندما حاول العشرات من المحتجين إحراق مقر الدائرة. وقد امتدت هذه الاحتجاجات بسبب الانقطاعات الكهربائية لتشمل معظم بلديات الوادي تقريبا بما فيما ورماس، الطريفاوي، المقرن، حساني عبد الكريم، البياضة، الحمراية وغيرها من البلديات الأخرى التي تشهد أعمال حرق وتخريب لمقرات عمومية. وقد طالب الأئمة في خطبهم عبر المساجد الأولياء بضرورة تعقيل أبنائهم وعدم تركهم يعبثون ويخربون في الأملاك العمومية، مطالبين في ذات الوقت الجهات المسؤولة بضرورة إيجاد حلول في أقرب الآجال حتى يتم احتواء الوضع وحل مشكل الانقطاعات التي اضطرت أحد الآباء في قمار إدخال مولوده ذي 5 أيام للثلاجة بعد انقطاع التيار يوم الأمس، لعدم قدرته على تحمل درجات حرارة تفوق 45 درجة مئوية.