كشف وزير النقل الفرنسي تيري مارياني، أن إلغاء الرحلات بفعل إضراب عمال الجوية الجزائرية، تسبب في احتجاز آلاف المسافرين على مستوى المطارات الفرنسية، الأمر الذي دفع ذات المسؤول إلى الاجتماع مع ممثلين من السفارة الجزائرية في فرنسا وإطارات من الشركة الجزائرية وكذا مسيري مطارات العاصمة باريس لبحث الإشكال المطروح. وأمام تزايد عدد المسافرين الذين قضوا ليلة أول أمس مفترشين أرضية المطارات الفرنسية، بعد إلغاء رحلات شركة الخطوط الجوية الجزائرية، على خلفية الإضراب الذي شنه عمال وموظفي المؤسسة الذين يطالبون بتحسين أجورهم، فقد سارع وزير النقل الفرنسي حسبما جاء في بيان لديوانه نقلته وكالة الأبناء الفرنسية، إلى عقد لقاء طارئ جمعه مع السفير الجزائري في فرنسا، إلى جانب جميع الأطراف المعنية، حيث شدد على ضرورة تحمل الشركة لالتزاماتها اتجاه زبائنها، لاسيما واجب توفير المعلومات الدقيقة للمسافرين بما يسمح بتفادي تنقلهم إلى المطارات بدون فائدة. كما دعا مارياني، الجوية الجزائرية إلى تسخير كامل الوسائل الكفيلة بنقل المسافرين إلى بلدهم، سواء تعلق الأمر بالرحلات الجوية أو عن طريق وسائل أخرى، في حين تنقل نفس المسؤول أمسية البارحة إلى مطار مرسيليا ''أورلي'' للمرة الثانية على التوالي، للاطمئنان على حالة المسافرين الذين قضوا ليلتهم أملا في توفر رحلة لنقلهم. وقد دخل المسافرين الجزائريين العالقين بالمطارات الفرنسية في مشادات عنيفة مع ممثلي الجوية الجزائرية بالمطارات الفرنسية وصلت إلى حد التراشق بالحقائب، الأمر الذي أدى بمسؤولي أمن هذه المطارات إلى التدخل لفك الشجار. والأكثر من ذلك، فقد تعرض مسافرو الجوية الجزائرية إلى إهانات غير مسبوقة أثناء فترات انتظارهم لمواعيد الرحلات الجوية من أعوان أمن ومسؤولي المطارات الفرنسية. ويعتبر تدخل وزير النقل الفرنسي في قضية إضراب مستخدمي الملاحة التجارية، بمثابة ضغوطات تحاول فرنسا فرضها على سلطات بلاد ذات سيادة، تعاني من أزمة داخلية كانت لها أبعاد خارجية قادرة على حلها دون الاستنجاد بالغير.