انتقل ليلة أول أمس، ضابط بالحماية المدنية لولاية الجزائر برتبة ملازم أول ''جمال بومزبر''، إلى جوار ربه بعد تعرضه لحروق خطيرة من الدرجة الثالثة بنسبة 45 من المائة على مستوى الوجه، الظهر واليدين، وهذا عندما كان يؤدي واجبه المهني من خلال إقدامه على إنقاذ 60 راكبا كانوا على متن حافلة للمسافرين من نوع سوناكوم والرابطة بين خط عين طاية أول ماي التي اندلعت فيها النيران تحت جسر ساحة أول ماي أمام مدخل الميناء منذ حوالي أسبوع. ولدى زيارة ''النهار'' ظهيرة أمس أسرة '' جمال بومزبر'' وقفنا على هول الفاجعة التي ألمت بعائلة الفقيد في ثالث أيام رمضان، وقالت زوجة المرحوم في حديث ل''النهار'' بأنه ترك وراءه ثلاثة أبناء كل من فيصل ذو 13سنة وفرح ذات 8 سنوات وفراس 4 سنوات، حيث كان ينوى عقد مراسيم ختان ابنه الأصغر ليلة السابعة والعشرين، لكن الأقدار كانت أسرع منه وخطفته عن عائلته وقالت زوجة المرحوم التي لم تفارق الدموع عينيها طيلة تواجدنا معها أن الفقيد وبعد انقضاء عطلته السنوية المقدرة ب 15 يوما التي قضوها بولاية جيجل لم يبد استعدادا في العودة إلى العمل، قصد قضاء المزيد من الوقت مع الأسرة خلال شهر رمضان، ناهيك عن هذا فإن زوجها كان سخيا وبشوشا طيلة اليوم، على الرغم من المخاطر اليومية التي تتربص بهم خلال أداء واجبه المهني. وفي ذات السياق؛ قال زميل المرحوم الملازم الأول بالمديرية الولائية للحماية المدنية ''سفيان بختي''؛ على أن الفقيد ''بومزبر جمال'' كان ضابطا بالحماية المدنية برتبة ملازم أول، من مواليد 23 جويلية 1965 بالمدنية، التحق بصفوف الحماية المدنية يوم 12 سبتمبر 1987، وفي 1989تخرج من المدرسة الوطنية للضباط منذ ذلك الوقت شغل المرحوم عدة مناصب في التدخلات منها رئيس وحدة في القبة، بالإضافة إلى ذلك كان منسقا عملياتيا في الوحدة الرئيسية، وكان الفقيد يحب عمله كثيرا، دائما الأول في التدخلات، معروفا في وسطه المهني بروحه المرحة والابتسامة لا تفارق محياه، غير أنه وتشاء الأقدار منذ تدخله الأخير لإنقاذ ركاب الحافلة التي احترقت يوم 27 جويلية الماضي، وهو يصارع إصاباته الخطيرة، لينتقل إلى رفيقه الأعلى يوم 3 أوت من السنة الجارية.