أثارت نتائج مسابقة الأساتذة المساعدين استياء وسخطاً كبيرين في أوساط الأطباء الذين تقدموا لاجتياز الامتحانات، إذ أجمع أغلبهم ممن تحدثت إليهم ''النهار''، عن وجود تلاعب علني في النتائج لفائدة مترشحين. وبالنظر إلى كثرة الشكاوى التي نتلقاها بشكل يومي، من قبل أطباء وحتى رؤساء مصالح، تم إقصاؤهم بدون أية تبريرات من تحكيم المسابقة، ارتأت ''النهار'' تسليط الضوء على هذه النقطة، خاصة وأنّ امتحان الأساتذة المساعدين، يعد مرحلة مصيرية في مسيرة الطبيب المهنية، والتي تفتح له باب مواصلة دراسته الطبية المتخصصة، إلا أن بعض المتلاعبين من أساتذة الطب، جعل من مسابقة الأساتذة المساعدين فرصة لتصفية حسابات قديمة، وضمان منصب لأقربائهم وأحبابهم حتى ولو كانوا من دون أي مستوى، وذلك على حساب أطباء كان من حقهم متابعة مشوارهم المهني، لينطبق عليهم المثل الشعبي القائل:''واش يدير الميت في يد غسّالو''. بسبب تجاوزات لجنة التّحكيم هرب الأطباء من المسابقة والحالات كثيرة، حيث أكد لنا في هذا الشأن الدكتور ''م.و''، مساعد في طب الغدد، أنّه بعد أن قام بالتسجيل في المسابقة تراجع بصفة نهائية عن الدّخول، كون أحد أعضاء لجنة التحكيم قام بالعديد من التجاوزات والضغوطات الكبيرة على الأطباء، أثناء تقييمهم في الامتحانات البينية التي تجري نهاية السنة بالنسبة للمقيمين، ووسط السنة بالنسبة للأطباء المساعدين، لدرجة اضطرار الأغلبية إلى الاستقالة، بالنظر إلى ظروف العمل القاهرة التي كانوا يعملون فيها، بالمقابل تحظى إحدى قريباته التي تعمل كمساعدة بالتأطير والعناية الجيدة، ساهم في تحكمها الجيد في تخصص عملها، على حساب الأطباء الآخرين، وأمام تلك الوضعية ولتأكده من سلبية النتيجة فضّل هذا الأخير عدم اجتياز الامتحان نهائيا، وأكد الدكتور أن زملاءه الذين دخلوا المسابقة تم إقصاؤهم بطريقة غير عادلة، دفعهم إلى الطعن في قرارات لجنة التحكيم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. لجنة تحكيم تعيد المناصب والمناطق الداخلية تشكو من انعدام المتخصصين..! وعلى الرغم من أنّ المناطق الداخلية تشكو من انعدام المتخصصين في طب القلب، إلاّ أن لجنة الحكم قامت بإرجاع 18 منصبا كان مفتوحا في ولايات أخرى، بعد أن تم تعيين من كانوا في المستوى حسبهم في مناصب بالجزائر العاصمة والبليدة، فيما تم إرجاع المناصب المتبقية، بحجة عدم توفر المستوى اللازم لتوظيف المرشحين الباقيين، وبعد أخذ ورد مع الأطباء الذين التقتهم ''النهار'' بمستشفى بني مسوس الجامعي، حيث تم تعليق النتائج، أكد لنا ''ه،ك''، أن ملفه كان كاملا وله من الخبرة ما يسمح له بأن يصبح أستاذا مساعدا، إلا أنه صدم بالنتائج، حيث أكد لنا أن هناك طبيبا تخرج حديثا وأصبح أستاذا مساعدا، فكيف يعقل ذلك، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تم إقصاء أطباء ممن لديهم 20 سنة خبرة، ليفتك المنصب من لا يملكها أساسا. حالة أخرى، تخص طبيبة من مستشفى مصطفى باشا الجامعي، والتي وجدت نفسها أستاذة مساعدة في الجراحة، ليتبين في نهاية المطاف أن رئيس لجنة التحكيم التابع للتخصص الذي دخلت فيه هو أحد أقربائها، وهو الذي مكنها من الحصول على المنصب على الرغم من وجود أطباء آخرين يفوقونها من حيث الخبرة. وفي هذا الصدد؛ أكد البروفيسور طاهر ريان، رئيس الجمعية الجزائرية لطب وزرع الكلى، أنه تمت المحاولة في التلاعب بالنتائج، حيث حاول أحد أعضاء لجنة التحكيم الذي يشغل منصب رئيس مصلحة في مستشفى بالعاصمة، بإنجاح أطباء مساعدين يعملون معه، وأكد البروفيسور أنّ الأساتذة يعمدون إلى زيادة النتائج، من خلال رفعها في الأبحاث التي يقدمها الطبيب، وغالبا ما يكون الناجحون يعملون في نفس المصلحة مع الأستاذ. وأضاف البروفيسور في الصدد ذاته؛ أنّ بعض المسابقات تتحول إلى فرصة لتصفية حسابات بين الأساتذة وأبناء أساتذة آخرين تخصصوا في نفس مجال آبائهم، حيث يجد هؤلاء الفرصة للانتقام منهم، والحالات عديدة ولا يمكن حصرها، لعدم قيام هؤلاء بتحريك أي نوع من الشكاوى في هذا الشأن، وبالمقابل هناك حالات لأساتذة يعملون على إنجاح أبناء أساتذة آخرين وأقربائهم على حساب الآخرين، لا وبل يحتلون المناصب الأولى في الترتيب، وهو الذي يمنحهم نقطة إضافية في مسابقة الأساتذة، واختيار المنصب الذي يريدونه، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحالات يصعب كشفها. موسى عرادة، عميد كلية الطب بالجزائر: سيتم النظر في نتائج مسابقة الأستاذة المساعدين بعد تجميع كافة البيانات وعلى الصعيد ذاته، أوضح البروفيسور موسى عرادة، عميد كلية الطب بالجزائر، أن مسابقة الأستاذة المساعدين، التي أجريت هذه السنة، سيتم النظر فيها بعد تجميع كافة البيانات الخاصة بالنتائج من قبل لجان التحكيم التي وقع الاختيار عليها. وأعلن عرادة في اتصال مع ''النهار''، عن اعتماد نظام جديد بالنسبة للأطباء الراغبين في مواصلة دراستهم الطبية المتخصصة، حيث تقرّر تنظيم مسابقة الأطباء المساعدين كل سنة، قصد إعطائهم فرصة أكثر لمواصلة تكوينهم الطبي المتخصص.