وتمثلت اللوحات الفنية التي التقطت مضامينها بعدسة السويسري ميكائيل فون غرافينريد وعرضت في "الهنغار- أمم" في ضاحية بيروت الجنوبية كرست هذه مقارنة بصرية لمشهد العنف في الجزائر خلال التسعينيات ، وأعادت اللبنانيين الى ماضيهم القريب مع لقطات دامية لمغامرات العنف الاهلي التي لاتزال تخيم على الذاكرة. غرافنريد حضر الى "الهنغار" وتحدث عن تجربته لرواد المعرض أخبرهم أن عدسته لم تكن حرة طليقة في بلاد الجزائر بسبب القيود العسكرية والاعتراضات على التقاط الصو، ولم يجد في مثل هذه الظروف حلا آخر سوى التقاط صور للواقع الجزائري ،حيث تجول في مختلف ربوع الجزائر حاملا كاميرا خفية حول خصره وعدسة تلتقط صورا من نوع بانوراما بالأبيض والأسود. و للاشارة "غرافنريد" بدأ العمل في مجال التصوير عام 1978. عرف شهرة سريعة عندما نشرت صوره في العديد من المجلات والصحف العالمية. في رصيده العديد من المعارض بين نيويورك وباريس وهونغ كونغ والجزائر. وفي رصيده ايضا ايواء عدد من المتاحف الكبرى لمجموعة من صوره. اصدر عددا من الكتب المتعلقة بمناطق الصراع في العالم ، و منها "الجزائر من الداخل" و "حرب بلا صور- الجزائر- اعرف انكم تعرفون"، يتضمن عودة الفنان الى الجزائر وحواراته مع الناس الذين التقط صورهم خلسة. وقد عرض للمرة الاولى في مهرجان لوكارنو في العام ذاته. وهو يبث حاليا في "الهنغار" الى جانب اللوحات حتى العشرين من الشهر الجاري.