استضاف مركز «أمم للتوثيق والابحاث» معرض الفنان السويسري ميخائيل فون غرافنريد, تحت عنوان «الجزائر صور عن حرب بلا شواهد». حيث يمكن القول ان الصور الفوتوغرافية في هذا المعرض تتوارى في اللغة اللاسعة, لتشكل ببصريتها للواقع الجزائري, مشهديات محكية تحاصر الضمائر الغائرة في قعر النسيان, وتقبض على الشهود العيان بعين الكاميرا الجاحظة.فقد استطاع ميخائيل غرافنريد ان يوثق بصوره حالات الحرب والسلام, من خلال زياراته المتعددة إلى الجزائر بين العام 1991 والعام 2001, وتمكن من التقاط المقلب الآخر للمجازر والبؤس والرعب, في سياق مواكبته لمشهديات الحياة التي تشبه وميض الفلاش في عدسة الآلة اللاقطة.وما يميز هذه الصور المعروضة بحجم كبير ومريح, تلك النظرة الشمولية لعين الفنان في التقاط مشهدياته. فالصورة لا تنقل حدود الموقع وشكل البطل وقصة الحدث فحسب, بل تحمل الى ذلك كله, دلالات موضوعية واجتماعية واضحة للعيان، حتى التعريفات التي كتبها الفنان الى جانب كل صورة, نراها تحفز المتلقي على استنباط المزيد من المفاهيم المستكينة في زوايا الصور.وتنوعت الصور المرصودة في الحياة الجزائرية, تنوع المظاهر الاجتماعية والعادات التي يزخر بها المجتمع الجزائري. يذكر ان الفنان له رصيد في العديد من المعارض التي اقيمت في نيويورك, باريس, هونغ كونغ, فضلا عن الجزائر، وفي رصيده أيضا إيواء عدد من المتاحف الكبرى لمجموعة من صوره.