قتل 19 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 150 آخرين، في حصيلة أولية، خلال مواجهات بين الأمن والجيش المصري من جهة ومتظاهرين أقباط وسط العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس، قبل أن تعلن السلطات المصرية عن فرض حظر للتجوال في القاهرة بين الثانية ليلا والسابعة صباحا. ونقل التلفزيون المصري عن وزارة الداخلية المصرية إن 19 قتيلا و150 مصابا أغلبهم من الجيش المصري سقطوا برصاص متظاهرين أقباط خلال الاشتباكات التي وقعت مساء أمس في منطقة ماسبيرو أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون. ووقعت الاشتباكات عندما تصدت قوات الأمن لعدة مئات من المحتجين الأقباط لدى تقدمهم صوب مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط القاهرة محاولين الاعتصام أمامه، مرددين شعارات تنادي بإسقاط نظام حكم المجلس العسكري وعلى رأسه المشير طنطاوي. وحسب نفس المصدر، فإن عددا من المتظاهرين كانوا مسلحين بأسلحة آلية، وأنهم استولوا عليها من مركبات تابعة للجيش بعد إحراقها، كما قاموا بتدمير ممتلكات خاصة وعامة. وألقى متظاهرون بقنابل مولوتوف على مركبات تابعة للجيش وسمعت طلقات رصاص. وشوهد أهالي قادمون من منطقة السبتية لمساندة الجيش. وتأتي هذه الاشتباكات احتجاجاً على ما بدا على أنه غضبا للأقباط بعد هدم كنيسة في قرية الماريناب بمدينة أدفو بأسوان من طرف سلفيين متشددين، غير أن السبب غير المعلن عنه كان ذلك التقارب الذي جرى بين مسؤولي الجيش المصري وعدد من قادة الجماعة الإسلامية المصرية، خصوصا في ظل المصالحة التاريخية التي جرت بين عائلة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ومنفذي عملية اغتياله، من ضمنهم القيادي في الجماعة الإسلامية المصرية عبود الزمر. وقد رأى مراقبون تلك المصالحة التي جاءت بتزكية ومباركة من الجيش المصري وبتخطيط منه، على أنه بمثابة تقوية لجناح الإسلاميين في الجماعة الإسلامية المصرية على حساب تنظيم الإخوان المسلمين، وتمييل لكفة التيار القومي بمصر بقيادة طلعت السادات ابن شقيق أنور السادات، تحسبا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وفي آخر التطورات، قال موقع البشاير الإخباري، إن دوي إطلاق نار سمع حول منطقة عسكرية في محافظة الاسكندرية، في إشارة إلى امتداد أعمال الشغب والعنف الطائفي من العاصمة القاهرة إلى مناطق أخرى، كما قالت قناة "الحياة" المصرية إن مسيرة كبيرة انطلقت ليلة أمس من امام مكتبة الاسكندرية تضامنا مع الأقباط. وحسب نفس الموقع، فإن المظاهرات والاحتجاجات التي شنها الأقباط امتدت إلى 5 محافظات مصرية، قبل أن تدخل عصابات ومجموعات من "البلطجية" والمسبوقين قضائيا على خط المواجهة، الى جانب عدد من سكان الاحياء المجاورة للأحداث من المسلمين، في مؤشر على اتجاه الوضع نحو حرب أهلية طائفية في مصر.