السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا سيدة تزوّجت منذ سنة من رجل طلّق زوجته، ومازال يحبّها، فأنا أشعر بذلك من خلال كثرة الكلام عنها وبدون مناسبة حتى وضعها معنا في الأوقات الحميمية، في السفر وفي كل شيء، دائما يصرح أن حياته لم يكن فيها مشاكل معها فقط ما كان يحدث مع أهله، لأنها كانت تقيم معهم في نفس المكان ثم ذهبت إلى أهلها ولم تعد فطلقها وتزوجني والله يشهد أنني بذلت ما في وسعي لإرضائه وبشهادة الجميع. علاقتي بهم كانت ومازالت على أحسن ما يرام، فهم ينصفونني حين يغضب علي ورغم هذا أنا التي أبادر بالصلح، لقد قال لي بصريح العبارة "أنه يكره معاشرتي، ويقول أنها ملكة قلبه" يريدني مثلها في كل شيء، لقد أتعبني هذا الوضع ولم أعد أعرف إن كنت زوجة حقيقة أو شبه زوجة، أرجو أن تردّي على رسالتي في أقرب فرصة لأنني جديا أفكر في الطلاق. حسينة/ البليدة الرد: عزيزتي، ابذلي جهدا أكبر وتذكري أنك الأقوى لأنك الحاضر والموجود، أما هي فماض مضى، تصرفي من منطق قوة على أساس أنك الآن زوجته وهي من كانت، عززي موقفك واصنعي مع زواجك حياة جديدة مختلفة وثقي بنفسك وبقدرتك على التغلب والإنتصار على الماضي؛ قد تتحمّلين بعض صعوبات البداية، لكن هذا هو الزواج رحلة صعبة تحتاج إلى جهد وصبر وليس رحلة في نهر هادئ، فاصبري ولا تتعجلي قطف الثمار قبل الأوان، امنحيه وامنحي نفسك مهلة لبناء جسور الود والتواصل بينكما. إن وجدت بعدها النفور والإعتراض منه وتمسّكه بموقفه من زوجته السابقة، فعليك بمواجهته وسؤاله لماذا تزوّجك؟ فإن كان ندم على الزواج وشعر بأنه تسرّع ولا أمل في الإصلاح، فليس أمامك إلا الرضا والصبر إن وجدت أن قدرتك على الإحتمال تسمح لك بذلك. أرى أن تبقي معه ليتعلم ويتعلم كل رجل أن الزواج والطلاق ليس لعبة مسلية أو رفاهية ينتقل فيها من امرأة إلى أخرى، أنت الآن زوجته ولك عليه كل الحقوق، خاصة إن لم تكوني مقصرة في حقه، فإما أن يعاملك بالمعروف ويحسن إليك فأنت لست مسؤولة عن نزواته وطيشه وعدم اتزانه، وإن كان لا يريد الحياة معك فعليك باللجوء إلى أهلك وأهله للتحكيم بينكما، فإما أن يعاملك كما أمره الشرع أو أن يتركك ويعطيك كافة حقوقك دون أن ينقص من ذلك شيئا، لعله يتعلم أن الحياة والزواج ليسا مجرد ورق للتسلية أو لعبة لتضييع الوقت وأن الزوجة ليست دمية يتركها لينتقل إلى أخرى ثم يعود إليها وقتما شاء، هو درس إن شاء تعلمه وانتفع به واستقام في حياته معك وإن لم يشأ فاتركيه، ليتعلم الدرس فيما بعد، والزمن كفيل بتعليم أمثاله دروسا شتى في الحياة. ردت نور