رفع وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، المسؤولية عن قطاعه بخصوص هلاك العائلات القاطنة بمحاذاة الوديان وحمّل وزراء عدة قطاعات أخرى مسؤولية ذلك وقال ''لست المسؤول الوحيد عن قضية فيضانات الوادي فوزير السكن والعمران باعتباره المسؤول الأول عن المحيط العمراني مسؤول أيضا عن منح رخص البناء ووزير الداخلية وحتى وزير البيئة وتهيئة الإقليم مسؤولون عن ذلك''. وقال المسؤول الأول عن قطاع الموارد المائية، في تصريح خص به ''النهار''، أن مشكلة فيضانات الوديان في الجزائر تعود إلى الأمطار الطوفانية المسجلة من فترة إلى أخرى، وأن فيضان وادي البيّض مؤخرا، كان بسبب كمية الأمطار التي بلغت ال60 ميلمترا في ظرف ساعة واحدة، علاوة على أسباب أخرى تعلقت بالسيول الجارفة لوديان أخرى، حسبما كشفت عنه تحقيقات المؤسسة العمومية للمراقبة عبر ''الساتليت'' ''لازال''. وأعرب الوزير عبد المالك سلال، عن استيائه وتذمره الشديدين من السلوك الذي تنتهجه العديد من العائلات الجزائرية والتي تلجأ إلى رمي النفايات في الوديان متجاهلة بذلك حجم الأضرار التي تنجم عن هذا السلوك والذي تذهب ضحيته العائلات القاطنة بمحاذاة الوادي و''الأموال الطائلة التي تصرفها الدولة لإعادة المياه إلى مجاريها''. ومقابل ذلك، أكد الوزير استحالة القضاء وبشكل جذري على مشكلة الفيضانات، قائلا ''نأسف لعدم احترام القواعد الطبيعية، فقد سجلنا قضايا بالمئات لعائلات لا تحترم القواعد الأمنية وتقوم بتشييد بيوت قصديرية ومنازل بمسافات تقل عن ال15 مترا عن المجرى الحقيقي للوادي. فيضانات وادي ميزاب لن تتكرّر ووادي البيّض سيعرف أشغالا أخرى أوضح، وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، بأنه منذ الإستقلال والحكومة تبادر بإنجاز مشاريع بلدية وولائية وبرامج وقائية؛ للقضاء على مشكلة الفيضانات ''حماية الوديان داخل المحيط العمراني''، مشيرا إلى أن وادي البيّض قد عرف منذ ثلاث سنوات إعادة تهيئة، مما سمح وبشكل كبير من تقليص حجم الكارثة في الفيضان الأخير، حيث لم يتأثر الجدار المنجز حول ضفافه وهو الجدار الذي سيتم توسيعه لاحقا تفاديا لتسجيل فيضان آخر. أما بخصوص فيضانات وادي ميزاب بولاية غرداية، فقد أكد الوزير أنها لن تتكرر مستقبلا نظير الإنجازات الوقائية، حيث تم الإنتهاء من إنجاز جدران حول الوادي وشبكة تطهير المياه ومحطة معالجة للمياه. وأضاف الوزير سلال بأنه حتى وادي مكرة بسيدي بلعباس، قد عرف منذ ثلاث سنوات ونصف عدة أشغال تمثلت في إنجاز حواجز مائية داخل المدينة، أما بولاية عنابة فقد تم إنجاز سد لمنع تسرب مياه الجبل. السكن بمحاذاة الوادي بدأ مع العشرية السوداء والسلطات المحلية تتحمل المسؤولية كشف وزير الموارد المائية، أن ظاهرة إنجاز سكنات بمحاذاة الوادي، بدأت مع العشرية السوداء، ومن يتحمّل مسؤولية ذلك هي وزارة الداخلية والجماعات المحلية وهي الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن إنقاذ هذه العائلات من الفيضانات بات أمرا صعبا بالرغم من الإنجازات الوقائية التي تقوم بها مصالح القطاع. لجنة وزارية لتتبع حركة الوديان ورصد البنايات الجديدة على ضفاف الوديان تم تنصيب لجنة وزارية يرأسها الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، تتكون من مسؤولين من الوزارة سالفة الذكر ووزارة السكن والعمران والأشغال العمومية وكذلك وزارة الموارد المائية لتتبع حركة الوديان، هذه المهمة الأخيرة ستكون تحت إشراف المؤسسة العمومية ''لازال'' التي تقوم بمراقبة ذلك عن طريق الساتيليت.