شهدت مدينة الزاوية، أمس وليلة أول أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات المجلس الإنتقالي ومقاتلين موالين لسيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي المغتال، انتهت بسيطرة هؤلاء على أجزاء من المدينة وتدمير أكبر مخزن للسلاح والذخيرة، يقع في منطقة عسكرية معروفة باسم المعسكر 27. وحسبما أفادته أمس مواقع إلكترونية موالية للقذافي، فإن قوات مسلحة من كتائب القذافي، مكونة من قبيلة ورشفانة، فاجأت ليلة أول أمس، الثوار في مدينة الزاوية، حيث نشبت اشتباكات بين الجانبين انتهت بفرار الثوار من أجزاء واسعة من المدينة، وسط عمليات قصف صاروخي وقنص من طرف أنصار القذافي. وسرعان ما اعترفت مواقع إعلامية موالية للثوار بالواقعة، لتليها قناة ''الجزيرة'' القطرية التي نسبت أسباب ما حدث إلى ''مجرّد'' خلافات بين ثوار مدينتين، دون إعطاء تفاصيل، غير أن مصادر من كتائب القذافي، قالت أن العملية انتهت بقتل وجرح ما لا يقل عن 10 عناصر من الثوار ومداهمة معتقل وتحرير 300 سجين من الموالين للقذافي، من ضمنهم ضابط برتبة عقيد في المخابرات الليبية. وفي العاصمة الليبية طرابلس، عاد أتباع القذافي للظهور مجددا وضرب مناطق محددة ثم الإختفاء مرة أخرى، وسط تخبّط وصراع داخلي بين كتائب الثوار، على خلفيات إيديولوجية وأخرى قبلية. ففي منطقة السبعة بطرابلس، سمع إطلاق نار كثيف، وسط أنباء عن حدوث تمرّد داخل سجن الجديدة، حيث يحتجز عدد كبير من عناصر كتائب القذافي. أما في منطقة طريق المطارن، فقد حدثت اشتباكات متقطعة بين عناصر من قوات القذافي وكتائب الثوار، فيما قالت مواقع محسوبة على نظام القذافي المنهار، أن العملية كانت بهدف الإستيلاء على المطار. وفي ينغازي، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة في بنغازي بين الثوار أنفسهم، بسبب خلافات بين قادة الكتائب المتناحرة، وسط أنباء عن وقوع قتلى وجرحى، في ظل تعتيم إعلامي كبير على الحادثة. وفي سرت، أعلنت كتائب القذافي عن تمكنها من القضاء على آمر كتيبة تابعة للثوار في كمين، إلى جانب استهداف فرقة استطلاع فرنسية وقتل عدد من عناصرها، موضحة أن الكمين وقع بين سرت وإجدابيا. من جهة أخرى، أعلنت جبهة تحرير ليبيا الموالية لسيف الإسلام القذافي عن مسؤوليتها عن العمليات العسكرية التي شهدتها منطقة الزاوية، مضيفة أنها ستتبنى عمليات اختطاف لرعايا غربيين وعرب، بهدف مقايضتهم بأسرى من أنصار القذافي في سجون ومعتقلات ''الثوار''. كما قالت جبهة تحرير ليبيا، في بيان لها، أنها ستطلق عن قريب حملة إعلامية أسمتها ''حملة إعلام المثلمين''، موضحة أنها ستقوم بنشر تسجيلات موثقة بالفيديو والصور تتضمن بعض عملياتها العسكرية في مناطق بليبيا. لتفادي تسليمه من طرف تونس لثوار ليبيا رئيس حكومة القذافي يطلب اللجوء السياسي من مفوضية اللاجئين طلب رئيس الوزراء الليبي السابق، البغدادي المحمودي، من المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة منحه صفة لاجىء سياسي، لتفادي تسليمه من قبل السلطات التونسية لسلطات المجلس الإنتقالي الليبي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محامي المحمودي قوله إنه ''إذا منحت المفوضة العليا للاجئين المحمودي صفة لاجىء سيتعذر على السلطات التونسية تسليمه للسلطات الليبية''. ومثل المحمودي مجدّدا وذلك للمرة الثالثة في غضون أربعة أيام، صباح أمس، أمام القضاء التونسي للنظر في طلب التسليم الثاني الذي قدمته الجهات الليبية في 27 أكتوبر بموجب وثائق جديدة تتعلق بالخصوص باتهامه في ليبيا ''بالتحريض على الإغتصاب'' من خلال ما رصد من اتصالات هاتفية أجراها المحمودي، الأمر الذي ينفيه المتهم ودفاعه. وقال المحمودي الذي حضر الجلسة أنه واثق من أن ''الشعب التونسي لن يسمح بتسليم لاجىء''. وكان القضاء التونسي حكم الثلاثاء الماضي بتسليم المحمودي لليبيا، غير أن تنفيذ القرار يحتاج إلى توقيع الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ليصبح نافذا.