لحظات مؤثرة تلك التي سادت جو استقبال البحارة 16 الجزائريين المحرَّرين، الذين كانوا مختطَفين من قبل قراصنة صوماليين لمدة 11 شهرا. عائلاتهم بوجوه شاحبة مصفرة، فيما كانت لحى بعضهم مسترسلة، وشعورهم مشعثة، مرتدين بدلات رياضية بيضاء، وعلامات التعب بادية على وجوههم، والذي لم يفارقهم إلى غاية نزولهم أمس في المطار العسكري لبوفاريك. الساعة كانت تشير إلى تمام الخامسة زوالا بالمطار العسكري لبوفاريك، حيث حطت الطائرة التي كان على متنها البحارة المحررون بعد 11 شهرا من الاختطاف. النهار تقربت من أحد مسؤولي وزارة الشؤون الخارجية للاستفسار عن سبب تأخر موعد إطلاق البحارة، ليكون رده كالآتي: ''كان من المفترض أن يطلَق سراحهم يوم 1 نوفمبر الفارط، غير أن الأحوال الجوية لم تسمح بذلك في الوقت الذي باءت عدة محاولات لإطلاق طاقم السفينة يوم الفاتح من أكتوبر الفارط بسبب عدم اتفاق مسير السفينة الأردني مع القراصنة الصوماليين حول مبلغ الفدية. وصل البحارة الجزائريون الذين كانوا محتجَزين في الصومال منذ 2011 من قبل قراصنة صوماليين أمس سالمين، غير أن صورهم كانت تعكس المعاناة التي كانوا يتعرضون لها طوال 11 شهرا، بحيث كانت وجوههم شاحبة ومصفرة، والإرهاق باديا على محيّاهم. وقد عمَّ، أمس، القاعة الشرفية للمطار العسكري جو من الفرحة والزغاريد الممزوجة بدموع الفرحة من قبل عائلات البحارة الجزائريين. وقال عدد من عائلات البحارة في تصريح للنهار أمس، أن عيد الأضحى بالنسبة لهم كان أمس بمناسبة إطلاق سراحهم، في الوقت الذي قال عاشور شقيق أحد المختطَفين أن الصلاة والدعاء لله فقط كانا يصبّران ذويهم. وقال عميروش عاشور أن شقيقه المختطَف الأصغر سنا ضمن طاقم السفينة، كان يعاني في الأيام الأولى بشكل كبير بسبب الضغط المفروض عليهم من قبل القراصنة، مضيفا أن العائلة فقدت في وقت معيّن من فترة الاختطاف الأمل في عودة عاشور، لكن العكس حصل وعاد أمس إلى حضن العائلة، في الوقت الذي كان في الموعد البحار المحرر سابقا توجي عز الدين، لاستقبال رفاقه، والذي قال للنهار إنه تحرر بعد إطلاق سراح زملائه. وتم إجلاء البحارة الجزائريين الذين عادوا إلى ديارهم أمس، على متن طائرة خاصة قادمة من كينيا، غير أن رحلة معاناة هؤلاء لم تنته حتى بأرض الوطن بعد تأخر رحلتهم لأزيد من ساعتين، بسبب عطب في الطائرة التي كانت تقلهم، ما جعل العائلات تدخل في جو من القلق والحيرة، ليتم بعدها نقل البحارة إلى المستشفى العسكري بعين النعجة لتلقّي العلاج اللازم وإجراء الفحوصات الضرورية، فيما كانت النقطة السوداء التي عرفها استقبال العائلات أمس، عدم السماح لرجال الصحافة المكتوبة بالتحدث إلى البحارة المحرَّرين لأسباب تبقى مجهولة تماما.