شُيعت عصر أمس الإثنين جنازة العقيد ''الطاهري بشير'' المعروف باسم ''الحاج الزوبير''، في موكب جنائزي مهيب إلى مثواه الأخير بمقبرة بشار الجديد، حيث أقيمت صلاة الجنازة التي حضرها جمع غفير من سكان عاصمة الولاية، الذين يكنّون له حبا واحتراما كبيرين. جثمان الفقيد الذي وافته المنية ليلة الأحد على الساعة العاشرة ليلا بالجزائر العاصمة، حسب شهادة عائلته، تم نقله على متن طائرة خاصة إلى مطار دغين لطفي ببشار بمعية أبويه وعائلته وعدد كبير من الضباط السامين من رفاق درب الفقيد الذين عملوا معه. كما حضر الجنازة قائد الناحية العسكرية الثالثة وعدد كبير من الضباط السامين من الجيش الوطني الشعبي والقيادة الجهوية الثالثة للدرك الوطني بذات الناحية، إلى جانب والي ولاية بشار زعلان عبد الغني وأعضاء بغرفتي البرلمان ومنتخبون بالمجالس المحلية بولاية بشار. وكانت مدينة بشار قد شهدت أمس، منذ وصول خبر انتقال العقيد ''الحاج الزوبير'' إلى الرفيق الأعلى، حركة غير عادية، وبالخصوص الطريق المزدوج المحاذي لمسكن عائلة الفقيد، حيث كثفت مصالح الأمن التابعة لمديرية الأمن الولائي مدعمة بعناصر الدرك الوطني، من تواجدها لتسهيل حركة المرور وتوفير مرونة في سير المركبات، بسبب التوافد الكثيف وغير المسبوق للزوار لأداء واجب العزاء. وقد وفّرت قيادة الناحية العسكرية خيما لاستقبال المعزين، فيما فضلت عائلة الفقيد أن يوارَى ابنها الثرى بمقبرة بشار الجديد بالمخرج الغربي لمدينة بشار، ليلقى ربه إلى جانب قبر شقيقه ''طاهري ميلود'' الوالي الأسبق بولاية سوق أهراس، الذي وافته المنية في شهر جويلية الماضي. وقد عُرف عن العقيد ''الحاج الزوبير''، الذي شغل منصب مسؤول الإعلام بمصالح مديرية الأمن والاستعلامات فضلا عن تفانيه في العمل، تواضعه وأخلاقه السامية، حيث كان بمثابة القدوة الحسنة وسط المؤسسة العسكرية في التآخي والتحلي بالأخلاق الكريمة، مثلما عُرف عنه اطلاعه الواسع وثقافته الكبيرة لدرجة أن أصبح مضرب المثل في نهمه للمطالعة وقراءة الكتب وحسن تدبيره لعلاقاته الإنسانية مع تمكنه من التواصل بشكل سلس.