ساركوزي يتهم عباس بالعنصرية ويتعهد لبوتفليقة بمكافحة التطرف الديني أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الخميس أن" السياسة الخارجية للبلاد هي من اختصاص الرئيس ومن يفوضهم بمن فيهم وزير الخارجية"، وذلك في تعليق على ما أثارته تصريحات وزير المجاهدين بشأن أصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليهودية غياب ممثلي سفارة الجزائر بباريس في تدشين ملتقى الجنرال "دولا بولريار" باريس- النهار- حميد ساحلي دشين رئيس بلدية باريس أمس برتراند دي لانوي يوم الخميس ملتقى بوسط العاصمة الفرنسية باريس باسم الجنرال جاك دو لابولرديار وهو ضابط سام فرنسي كان الوحيد الذي أثار ضجة كبيرة عندما رفض تعليمات الجنرال جاك ماسي والعقيد مارسيل بيجار بتسليط التعذيب على ناشطين المنظمة المدنية خلال الثورة التحريرية. وبسبب هذا الموقف صدرت عقوبات ضده بتوقيفه لمدة شهرين كاملين من طرف القضاء العسكري الفرنسي. وكان لافتا في حفل التدشين غياب الشخصيات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بينما سجل حضور كل من الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد ومليكة بومنجل والكاتب محمد حربي. ومطالبة باريس الجزائر ب"توضيحات" واتهم ساركوزي في المكالمة الهاتفية التي أجراها معه رئيس الجمهورية ضمنيا وزير المجاهدين ب"العنصرية"، عندما صرح أنه تعهد مع الرئيس بوتفليقة على "مكافحة معاداة السامية مقابل التطرف الديني وكل أشكال العنصرية خلال عهدته الرئاسية" وطمأن المحتجين بنقل تأكيدات بوتفليقة على أن تصريحات وزير المجاهدين لا تعبر عن الموقف الرسمي الجزائري. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الرئيس بوتفليقة قوله بأن" السياسة الخارجية هي دستوريا من اختصاص رئيس الجمهورية أو من يفوضهم وضمنهم بالخصوص وزير الخارجية"، وأضاف "أن السياسة الخارجية تدار مباشرة من قبل الرئيس أو أجهزته المختصة المفوضة للغرض وباستثناء المواقف التي تعبر عنها هذه السلطات فان أي تصريح لا يلزم إلا أصحابه أو من ينشره" وتابع الرئيس قوله في رد مباشر على وزير المجاهدين "من جهة أخرى أنه ليس من تقاليدنا وليس واردا انطلاقا من واجب التحفظ الواجب على كل مسؤول في الدولة، إبداء أحكام تقييميه على رجال دولة أجانب أو أن نتدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى خصوصا عندما يتعلق الأمر بدولة صديقة نقيم معها علاقات متعددة للتعاون تقوم على الثقة وتبادل المنافع". و سعى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برأي مراقبين لاحتواء أزمة مع فرنسا قبيل زيارة مرتقبة للرئيس نيكولا ساركوزي الى الجزائر بعد غد الاثنين، بعد أن طلبت باريس توضيحات على خلفية تصريحات وزير المجاهدين التي أشار فيها الى تأثير اللوبي اليهودي على السياسة الخارجية في فرنسا ودوره في إيصال ساركوزي إلى كرسي الرئاسة. وكانت الخارجية الفرنسية قد طالبت بتوضيحات وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية "إن باريس تأمل في توضيحات من الجزائر بشأن تصريحات محمد شريف عباس" وقالت باسكال اندرياني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "نظرا لرد الفعل الشرعي الذي أثارته هذه التصريحات فإننا نسعى الى استيضاح الموقف الجزائري " وكانت تقصد الحركات الإحتجاجية في فرنسا وصلت حد مطالبة ساركوزي بإلغاء زيارته و كان رئيس كتلة الاشتراكيين في البرلمان الفرنسي جان مارك ايرول قد شدد على أن ساركوزي لا يمكنه "الذهاب الى الجزائر قبل الحصول على اعتذار" وذهب بيار موسكوفيسي عن الحزب الإشتراكي الفرنسي إلى حد المطالبة بإقالة وزير المجاهدين وقال في تعليق على تصريحات رئيس الجمهورية "إنها كانت سطحية و غامضة "وأشار إلى أنه لا توجد بناء على ذلك إرادة حقيقية لدى الجزائر للمصالحة مع فرنسا بحجة وجود لوبي يهودي وأنا أعتبر ذلك أمرا مشينا". ويقوم ساركوزي في الثالث من ديسمبر بزيارة دولة للجزائر تدوم إلى غاية 5 ديسمبر المقبل و جدد تمسكه بزيارته إلى الجزائر بعد "طي قضية تصريحات وزير المجاهدين "لكنه لم يكشف عن برنامج هذه الزيارة التي سبق أن وصفها شريف عباس ب"زيارة مجاملة لا أكثر". وكان وزير المجاهدين محمد شريف عباس قد تراجع عن تصريحاته السابقة وصرح لوكالة الأنباء الجزائرية في وقت سابق أنه لم يقصد "الإساءة لصورة دولة أجنبية" وقال انه لا يتحمل المزايدات اللامسؤولة لأية جريدة كانت حول رئيس دولة صديقة.