التاريخ يلقي بظلاله على زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر أجرى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، محادثات بإقامة الدولة بزرالدة، ومن المنتظر أن تتبع بإشراف الرئيسين على ندوة لرجال الأعمال بالبلدين تعقد بالشيراتون. بوتفليقة يبعد وزير المجاهدين من استقبال ساركوزي أبعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزير المجاهدين محمد شريف عباس من الوفد المستقبل للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ولم يحضر وزير المجاهدين إلى المطار رفقة الفريق الحكومي بسبب الضجة السياسية والإعلامية التي أحدثتها تصريحاته بشأن زيارة ساركوزي ومواقفه التي وصفها وزير المجاهدين الذي أكد أن ساركوزي انتخب في فرنسا بدعم من اللوبي اليهودي والصهيوني في فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، قد وصل إلى الجزائر مساء أمس، في زيارة دولة أولى من نوعها تدوم ثلاثة أيام، سبقها جدل سياسي كاد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية تصل إلى حد التهديد بإلغاء الزيارة، لولا تدخل الرئيسين لتجاوز آثار التصريحات المتبادلة الناجمة عن سوء فهم الطرف الفرنسي لتصريحات وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، والتي ورد فيها التذكير بالبعد اليهودي لهوية الرئيس الفرنسي ودعم اليهود وأثره في نجاحه في الرئاسيات الفرنسية الأخيرة. وبعض النظر عن الأزمة القديمة المتجددة بين الجزائر وباريس جراء الماضي الاستعماري واستمرار تأثير الفكر الاستعماري في صياغة العلاقات الثنائية الرافض لمنطق التعامل الند بالند، فإن الزيارة هامة بالنسبة للبلدين، ويناضل كل طرف من أجل استثمارها بشكل مفيد وجيد لما تحمله من فرص بالغة الأهمية لحل المشاكل الداخلية والبينية المطروحة، وخاصة من قبل الطرف الجزائري الذي يسعي إلى توجيه توقعاتها المقدرة بأكثر من 05 ملايير دولار نحو الاستثمار الحقيقي المولد للثروة ومناصب الشغل، وتعزيز الاستثمارات خارج المحروقات، تدعم دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والإقتصاد الصناعي، في حين يجد الطرف الفرنسي نفسه وهو يسارع ويسابق دولا أخرى منافسة في السوق الجزائرية، معززة بإغراءات وتسهيلات كبيرة، أصبح معها احتكار الاقتصاد الفرنسي لها كلاما من الماضي. ومن المنتظر أن تتناول الزيارة وبإسهاب وبشكل حاسم وجذري مسائل الهجرة وتسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين، من خلال تسهيل الحصول على الفيزا، ومشروع الاتحاد المتوسطي. وعلاوة على الوقوف عند الآثار الرومانية بتيبازة، وزيارة مدينة قسنطينة، فإن الجانب الاقتصادي يعتبر محور الحدث، حيث سيعقد مجمع "توتال" استثمارات ب1 مليار دولار مع تمديد استفادة فرنسا من الغاز الجزائري إلى غاية 2019، حيث ستكون الجزائر الممون الثالث بعد النرويج وهولندا، متقدمة على روسيا، إلى جانب توقيع عقد حول الطاقة النووية المدنية، يتضمن مجال التكوين والسلامة والأمن وتبادل التجارب، في حين يسعى الطرف الجزائري الممثل في منتدى رؤساء المؤسسات إلى إنشاء منطقة صناعية حرة لتشجيع الاستثمارات الصناعية الفرنسية في الجزائر التي تشكل نقطة سوداء في العلاقات الاقتصادية الثنائية. ولم تستبعد صحيفة "لوموند"، أمس، أن يحرص الرئيس ساركوزي المرفوق ب08 وزراء و150 رئيس مؤسسة وشخصيات سياسية ورجال سينما وفن لامعين، في تصريحاته على مراعاة حقائق الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، وأن يكون واقعيا في معاينته، دون أن يصل ذلك الى الاعتراف أو الاعتذار، وذلك ردا على تأكيدات مقربين، حسب الجريدة، بأن تصريحات الرئيس الفرنسي عنيفة وتصدم في كل مرة الجزائريين.