السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: سيدتي نور، أنا امرأة متزوجة، شاء الله أن يرزقني بعد طول انتظار، طفلا يعاني من إعاقة خفيفة تكاد لا تظهر عليه، لكن والده لم يشأ تقبّل هذا الأمر، الذي بدا له محرجا، حيث خاصمني وكأنني من فعلت به ذلك نكاية! مما جعله يتخذ موقفا غريبا لا يقدم عليه من يشعر بذرة أبوة. لقد تنكر لابني وطلب مني الرحيل إلى بيت أهلي؛ لأنه سيتزوج من امرأة أخرى، تكون باستطاعتها أن تنجب له الطفل السليم.أليس هذا التصرف قمة الجهل والتكبر على نعمة الله؟! لقد حملت نفسي وابني الذي أعتبره رزقا من الله ونعمة أوجبت علي الشكر إلى بيت أهلي، لا أنكر أنه يرسل المال الذي يحقق لي الكفاية، لكنني رغم ذلك أشعر بالضعف وهوان أمري أمام تصرفه؛ لذلك فأنا أفكر في الطلاق، أليس هذا أكرم لي سيدتي نور؟ أم عماد/ تيزي وزو الرد: كثيرات لم يرزقهن الله الذرية، منهن المتزوجة منذ عشر سنوات، وبعضهن أكثر، فالحمد لله الذي وهبك الولد حتى لو كان معاقا، فأحسني تربيته ورعايته يكن لك قرة عين. وصدّقيني الأمثلة في الواقع كثيرة، كم من معاق الجسد تجاوز الكثيرين ممن أعطاهم الله الصحة والعافية! أنت الآن أحوج ما تكونين إلى الاستقرار النفسي والعاطفي، إنك في غنى أن تفتحي على نفسك أبوابا أخرى لمسؤوليات جديدة، فالطلاق بوابة لحياة جديدة بمسؤوليات صعبة، لذلك أنصحك بأن تتكلمي مع زوجك بكل صدق وهدوء وحكمة؛ ذكريه أنه لو تزوج كل نساء العالم لن يأتيه من الولد والذرية إلا على الصورة التي أذن الله بها وخلقها، فقد يتزوج ثانية ويرزقه الله من زوجته الثانية طفلا معاقا، وقد يتزوج ثالثة ورابعة ولن يأتيه إلا ما كُتب له، فليس هناك ما يضمن له أنه إذا تزوج ثانية لن يأتيه أطفال معاقون. قرار الزواج لأجل هذا الغرض نوع من الهروب، وسيبقى صاحب قرار كهذا يهرب من ظرف إلى ظرف آخر ومن قدر إلى قدر؛ لذلك أفضل ما يكون هو أن يعيش الإنسان واقعه كما هو، ويتعامل معه بما يجب وما هو أنسب، ولا يتعامل معه بمثالية موجودة في الخيال فقط. إن لم يستجب زوجك عزيزتي كلمي بعض أهلك أو أهله، ليتوسطوا في الصلح بينكما وليفتح لك البيت ويهتم بك وبولدك. لا تحدثيه بشأن الزواج بقدر ما يكون همك أن يرعاك وطفلك بما أمره الله به؛ "وعاشروهنّ بالمعروف"؛ يعني لا تجعلي موقفك موقف المعارض لزواجه من ثانية، بل اجعلي موقفك وهدفك وهمك الأوحد أن يرعاك وطفلك، فإن حقق لكما الرعاية فلا عليك حينها يتزوج أو لا، الأمر لا يخصك. أكرر لك ألا تجعلي طلبك الطلاق مرتبطا بزواجه من أخرى؛ هناك أشياء في حياتك أهم من ذلك تستحق من أجلها التغاضي والمرونة. إنه ابنك، فلذة كبدك، لا تنسي الإكثار من الدعاء والاستغفار عسى الله يبدل أحوالك إلى أحسن حال. ردت نور